نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 325
صلى الله عليه وآله وسلم أرحم بالمسلمين من أن يسوقهم إلى جهنم من غير ما ذنب جنوه ، وإنما أرسل رحمة للعالمين ، أيقنا عندئذ أنه صلى الله عليه وآله وسلم لئلا يعرض أمته لمحنة محتومة كهذه ، ولئلا يترك أمته عرضة للاضطراب والاختلاف والفتن ، ولئلا يدع شريعته - وهي خاتمة شرائع السماء - غرضا لأهل البدع والأهواء ، و ( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) لأجل هذا كله لا بد أن يكون صلى الله عليه وآله وسلم قد أوصى ، ونص على الإمام من بعده ، وعلى إمام بعد إمام . وهذه هي الحقيقة التي لا يستقيم غيرها مع ما ورد من نصوص القرآن والسنة في أمر الإمامة . 2 - تقدم الكلام في وجوب الإمامة ، وما فرضه الله تعالى ، وأوجبه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وعليه إجماع الأمة من وجوب وجود إمام تعقد له البيعة في كل زمان . فليس خفي - مع هذا - على كل مسلم أنه سوف يسأل غدا عن إمام زمانه الذي كان يعتقد إمامته ، ويعقد له البيعة والولاء . وبديهي أن من بايع لإمام معتقدا إمامته كان وراءه يوم القيامة ، فإما أن يكون هو الإمام الذي ارتضاه الله ورسوله ، فيقدم قومه فيوردهم الجنة والرضوان ، وإما أن يكون غيره ، فيوردهم النار ! أعاذ الله أمة حبيبه المصطفى منها ومن أهوالها . قال صلى الله عليه وآله وسلم : " ألا وإن أئمتكم وفدكم إلى الله عز وجل فانظروا من توفدون " [1] . فلنعرض هذا السؤال الخطير اليوم على أنفسنا ، قبل أن تعرض عليه