نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 269
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) [1] . وقوله تعالى : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) [2] . وهل يشك أحد في كونه صلى الله عليه وآله وسلم أعلم بمصلحة الدين والأمة منهم ، وأنه أشفق على الإسلام والمسلمين من غيره ؟ إذن كيف نفسر ذلك منهم ؟ مهما كان فهو في خلاف ما أمر به رسول الله ، وشدد عليه ، والنصوص في ذلك صريحة . وشواهد كثيرة يطول ذكرها تدل كلها على عدم سلامة الرأي القائل بعدالة كل صحابي . وتدل أيضا على أن التاريخ السياسي لهذه الأمة له الأثر الأكبر فيما بلغنا حول بعض الصحابة ، وللموضوع تتمة في الفصل الآتي . وأما باقي الصحابة وهم الأكثر عددا ، فهم أنصار الله ورسوله ، وهم أفضل من على وجه الأرض حينئذ ، وبهم قام هذا الدين وانتصر ، فجزاهم الله على ذلك أحسن الجزاء ، ورضي عنهم وأرضاهم ، وجعلنا من التابعين لهم بإحسان . * * *