responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 234


كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نقتل آباءنا ، وأبناءنا وإخواننا ، وأعمامنا ، ما يزيدنا ذلك إلا إيمانا وتسليما ومضيا على اللقم [1] وصبرا على مضض الألم ، وجد في جهاد العدو . . .
فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت [2] ، وأنزل علينا النصر ، حتى استقر الإسلام ملقيا جرانه [3] ، ومتبوءا أوطانه .
ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم ما قام للدين عمود ، ولا اخضر للإيمان .
عود . . . " [4] .
وقال عليه السلام مرة يصفهم ويذكر بعظيم منزلتهم ، ويأسف على فقدهم :
" لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله ، فما رأى أحدا يشبههم منكم !
لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا وقد باتوا سجدا وقياما ، يراوحون بين جباههم وخدودهم ، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم .
كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم . إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم ، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف ، خوفا من العقاب ، ورجاء للثواب " [5] .
وقال عليه السلام وهو يتحرق شوقا إليهم : " أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق ؟
أين عمار ؟ وأين ابن التيهان [6] ؟



[1] اللقم : معظم الطريق أو جادته .
[2] الكبت : الإذلال .
[3] إلقاء الجران : كناية عن التمكن .
[4] نهج البلاغة بتحقيق صبحي الصالح : 91 - 92 .
[5] المصدر : 143 - 97 - الفقرة الأخيرة .
[6] هو الصحابي الجليل أبو الهيثم مالك بن التيهان الأنصاري : كان ينبذ الأصنام قبل الإسلام ، ويقول بالتوحيد ، وهو أول من أسلم من الأنصار بمكة ، وأحد الستة الذين لقوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مكة ، وأحد النقباء الاثني عشر ، وأحد السبعين ، شهد بدرا والمشاهد كلها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبعثه خارصا - يقدر ما على النخل من تمر - فلما كان عهد أبي بكر بعثه فأبى ، وقال : إني كنت إذا خرصت لرسول الله فرجعت ، دعا لي . وكان مع علي عليه السلام يوم الجمل وله فيها أرجاز ذكرناها في حديث الدار وإثبات الوصية ، وشهد معه صفين أيضا ، وفيها استشهد رضوان الله عليه ، فقالت أمينة الأنصارية ترثيه : منع اليوم أن أذوق رقادا * مالك إذ مضى ، وكان عمادا يا أبا الهيثم بن تيهان إني * صرت للهم معدنا ووسادا وبهذا يثبت بطلان ما زعمه الذهبي وابن سعد في إصرارهما على قول الواقدي : إن وفاته كانت سنة 20 هجرية في خلافة عمر بن الخطاب . ومما يشهد ببطلان هذا الزعم أيضا ، ما أثبته أهل التاريخ من مواقف مشهورة لأبي الهيثم بن التيهان أيام البيعة لأمير المؤمنين بالخلافة ، ويوم بدا نقض البيعة من الزبير وطلحة ومروان والوليد بن العقبة ، ويوم الجمل ، ويوم صفين إذ كان يسوي صفوف الجيش ويخطب بهم يحثهم على الجهاد بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام : انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ( 1 : 220 و 2 : 51 و 4 : 8 و 5 : 190 و 7 : 36 ، 39 و 20 : 19 ) وهو الذي اختاره ابن حجر فقال : وقيل قتل في صفين وهو الأكثر . ( الإصابة 7 : 209 / 1188 ) . وانظر الأبيات المذكورة في رثائه في كتاب وقعة صفين : 365 .

234

نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست