نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 202
قال ابن أبي عتاب : فلقيت أنا محمد بن يحيى بن سعيد القطان فسألته عنه ، فقال عن أبيه : لم نر أهل الخير في شئ أكذب منهم في الحديث [1] . أما كيف بلغ الأمر هذه الدرجة من الخطورة ، فإليك قصته كاملة : قال ابن أبي الحديد : روى المدائني في كتاب ( الأحداث ) قال : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة : أن برئت الذمة ممن روى شيئا في فضل أبي تراب ، وأهل بيته . فقامت الخطباء في كل كورة ، وعلى كل منبر يلعنون عليا ، ويبرؤون منه ، ويقعون فيه وفي أهل بيته ! وكان أشد الناس بلاء أهل الكوفة لكثرة ما بها من شيعة علي عليه السلام ، فاستعمل عليهم زياد بن سمية ، وضم إليه البصرة ، فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف لأنه كان منهم أيام علي عليه السلام ، فقتلهم تحت كل حجر ومدر ، وأخافهم ، وقطع الأيدي والأرجل ، وسمل العيون ، وصلبهم على جذوع النخل ، وطردهم ، وشردهم فلم يبق فيها معروف منهم . . وكتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق ألا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة . وكتب إليهم : أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل بيته ، والذين يروون فضائله ومناقبه ، فأدنوا مجالسهم ، وقربوهم ، واكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم ، واسمه واسم أبيه وعشيرته . ففعلوا ذلك ، حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والكساء والحباء والقطائع ، ويفيضه عليهم في العرب والموالي وكثر ذلك في كل مصر ، وتنافسوا في المنازل والدنيا ، فلبثوا بذلك حينا .
[1] صحيح مسلم - المقدمة - 1 : 17 - 18 ، تاريخ بغداد 2 : 98 .
202
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 202