نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 183
قالا : نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . قالت : " فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه " [1] . ترى هل كان صلى الله عليه وآله وسلم يريد بقوله هذا لفاطمة أن يمنحها من الدلال ما يمنحه الملوك لبناتهم ؟ أم أراد أن يهبها ما لا يناله غيرها من حطام الدنيا وزينتها ؟ أليس هو صلى الله عليه وآله وسلم الذي أبى لها أن تتخذ خادمة في بيتها ، وأوصاها بدلا من ذلك بهذه التسبيحات المعروفة بعد كل صلاة ! ألم يكن صلى الله عليه وآله وسلم قد استنكر عليها عقدا كان نصيبها من سهم الغنائم ، وقال لها : " نحن أهل البيت اختار الله لنا الآخرة " ! فماذا بقي من هذا الحديث الشريف " رضا فاطمة من رضاي " ونظائره غير أنه صلى الله عليه وآله وسلم أراد من ذلك أن يبين لنا وجوه تعبدنا ، ومعالم ديننا ، ويرسم لنا معالم الصراط المستقيم ، فوضع لنا معايير ومقاييس نميز من خلالها الحق عن غيره ، ونلتمس وراءها سبيل النجاة ؟ وهذا هو معنى التعبد والطاعة والولاء ، أن نلتمس رضاه صلى الله عليه وآله وسلم فيما أمرنا به ، فنلتمس رضا من كان رضا رسول الله في رضاه وسخط رسول الله في سخطه . والأمر هنا هكذا تماما ، وليس خلافا شخصيا لنقف عنده على الحياد . نعم ، إنه بيان وبرهان يهدينا إلى معرفة مواضع رضا رسول الله ، ومواضع سخطه ، وفي أمر كهذا ليس هناك موضع للحياد . ثم أرأيت أنه صلى الله عليه آله وسلم قد قال هذا الحديث ونظائره وهو