نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 148
إلى أن قبض ، بل كان الوحي قبل وفاته أكثر ما كان تتابعا . فإذا كان ذلك كذلك ، وكان قوله : ( ويستفتونك قل الله يفتيكم ) آخرها نزولا ، وكان ذلك من الأحكام والفرائض ، كان معلوما أن معنى قوله : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) على خلاف الوجه الذي تأوله من تأوله . أعني كمال العبادات ، والأحكام ، والفرائض . فإن قيل : فما جعل قول من قال : قد نزل بعد ذلك فرض ، أولى من قول من قال : لم ينزل ؟ قلنا : لأن الذي قال : لم ينزل مخبر أنه لا يعلم نزول فرض ، والنفي لا يكون شهادة ، والشهادة قول من قال نزل . وغير جائز دفع خبر الصادق فيما أمكن أن يكون فيه صادقا . انتهى . وهكذا تم نقض الرأي الأول ، الذي أعرض عنه الكثير من أرباب التفسير ، واتخذوا لأنفسهم مذاهب أخرى . قال الطبري : وقال آخرون : معنى ذلك : اليوم أكملت لكم دينكم : حجكم ، فأفردتكم بالبلد الحرام تحجونه أنتم أيها المؤمنون دون المشركين ، لا يخالطكم في حجكم مشرك . وهكذا قبل هؤلاء أن يفسروا الدين بالحج ، ولم يقبلوا بالرأي الأول . ويبقى الرأي الأخير ، الذي تعاضدت فيه الروايات الصحيحة الأسانيد ، التي تصرح بنزول هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد المسير من حجة الوداع ، وفي أثناء خطبة الغدير . وقد ثبت هذا من عدة طرق ، رجالها ثقات ، عن عدد كبير من الصحابة ، منهم : علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عباس ، وأبو سعيد الخدري ، والبراء بن عازب ، وزيد بن أرقم ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، والمقداد بن الأسود ، وأبو هريرة .
148
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 148