responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 87


لرسوله : ( إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم ) [1] علمنا أن الدعوة طريقها واضح مستقيم والطريق هو الذي يوصل عابريه إلى الله تعالى . أي إلى السعادة الإنسانية التي فيها كمال العبودية لله والقرب . وإذا قرأنا قوله تعالى لرسوله :
( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم [2] علمنا أن الذي يهدي إليه النبي صلى الله عليه وسلم صراط مستقيم ، وإن الذي يهديه النبي من الناس . هو هداية من الله سبحانه وتعالى . فهداية النبي هداية الله . وإذا قرأنا قوله تعالى لرسوله :
( وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم ) [3] علمنا أن النبي الذي يهدي بهداية الله ، هو الذي يدعوا إلى هداية الله . إلى الطريق الواضح الذي لا يختلف ولا يتخلف في حكمة . ويصل بسالكيه إلى الغاية المقصودة . وصفة الطريق هي نفسها صفة الحق . فإن الحق واحد لا يختلف أجزاؤه بالتناقض والتدافع . ولا يتخلف في مطلوبه الذي يهدي إليه . فالحق صراط مستقيم ، فبعد هذا كله ، أقول والله أعلم :
إن الاختيار القيادة وسط هذا الطريق الذي احتوى على جميع الأنماط البشرية .
لا يكون إلا لله ورسوله . لأن الاختيار إذا ترك للأمة فسيترتب عليه ما لم تحمد عقباه . ونحن بين أيدينا نصوصا عديدة تحذر من الأخذ بالصورة ، وتبين نهاية الطريق إذا ضرب بالتحذير عرض الحائط ومنها حديث : " إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم " [4] ولا يخفي على أحد أن طريق الشكل والصورة انتهى إلى كارثة . كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بها بعد أن حذر منها ، فعن حذيفة قال . قلت يا رسول الله : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم . دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها . قلت :
يا رسول الله صفهم لنا . قال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا . . . " [5] .
إن الأمة تدعوا إلى عبادة الله . نعم . ولكن داخل سور الأمة من لا يريد



[1] سورة يس : الآية 3 - 4 .
[2] سورة الشورى : الآية 52 .
[3] سورة المؤمنون : الآية 73 .
[4] رواه مسلم وابن ماجة ( كشف الخفاء 282 \ 1 ) .
[5] البخاري ( الصحيح 280 \ 2 ) ك بدء الخلق ب علامات النبوة .

87

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست