responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 7


إن الدعوة القائلة بأن نغض الطرف عن وقائع تلك الحقبة الهامة ، وأن نجعل بيننا وبينها حجابا مستورا لا تخدم الحقيقة ، بل لا تخدم الإسلام ذاته ، حيث إن تراكمات الماضي وتداعياته لا يمكن أن تنفصل عن الواقع الحالي ، إن لم تكن قد ساهمت في صياغته إلى حد بعيد .
إننا بحاجة ماسة إلى إلقاء الضوء على تلك الجذور التاريخية من أجل التوصل إلى فهم سليم وموضوعي مبني على أساس علمي لها ، واستخلاص العبر والدروس منها ، وتحديد نقاط الضعف والقوة فيها بالقدر الذي يعيننا على فهم الحاضر المحيط بنا ، ويجعلنا قادرين على رؤية المستقبل بوعي وواقعية ، وتحديد ملامحه بعين باصرة غير قاصرة .
إن الكتاب الذي بين أيدينا هو محاولة جادة من المؤلف لتسليط الضوء على تلك الحقبة التاريخية الهامة ، ملتزما بقواعد البحث العلمي المتفق عليها ، ومتوخيا ذات المقاصد التي أومأنا إليها آنفا ، والذي لفت نظري في منهجه أنه اعتمد في دراسته على مصادر الحديث والتاريخ والتراجم المعتبرة التي تحظى بثقة أهل العلم والمعرفة قاطبة ، كما أنه قام بالربط بين الأحاديث النبوية من جهة والأحداث التاريخية من جهة أخرى ، بحيث يصدق بعضها بعضا ، وكأن الكتاب قد جاء يحمل بين دفتيه تفسيرا نبويا للتاريخ ، ولا جرم أن الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وسلم ) قد تركنا على المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها ، والتي لا يضل عنها إلا هالك ، وفي اعتقادي أن ذلك لا يتحقق بوجه كامل إلا من خلال الأحاديث التي تكشف المستقبل ، وترصد حركته بعين الوحي فضلا عن الوعي .
ومما يستلفت النظر - أيضا - قيام المؤلف بالفصل بين " تاريخ الإسلام " و " تاريخ المسلمين " ، حيث يرى أن " تاريخ الإسلام " هو تاريخ الفطرة الأزلية التي تمثل إرادة الله في الكون ، وبالنسبة للبشر فقد بدأ مطلعه بقوله تعالى : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا . . ) .
وفوق الأرض قام بصنعه الأنبياء والمرسلون من لدن آدم إلى الخاتم ،

7

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست