نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 61
الجن والإنس [1] . وقال ابن كثير قولهم ( ماذا أراد بهذا مثلا ) أي يقولون ما الحكمة في ذكر هذا ههنا ؟ قال تعالى : ( كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) أي من مثل هذا - القول - وأشباهه يتأكد الإيمان في قلوب أقوام ويتزلزل عند آخرين . وله الحكمة البالغة والحجة الدافعة ، وقوله تعالى : ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) أي ما يعلم عددهم وكثرتهم إلا هو تعالى لئلا يتوهم متوهم أنهم تسعة عشر فقط [2] . ومن المعروف أن أهل الكتاب قبل البعثة كانوا يضعون أعينهم على مكة ، لعلمهم من كتبهم أن النبي سيبعث من هناك . وبعد نزول الوحي في مكة كان لصفات النبي صلى الله عليه وآله عند أهل الكتاب أثر كبير عند المسلمين . وكذلك الإخبار بعدد ملائكة النار ، وهذا الإخبار وإن كان زاد الذين آمنوا إيمانا . إلا أن حكمة الله البالغة كشفت من خلاله تيارا كان الارتياب مادته في مكة . والمتدبر في حركة الواقع المكي عند مبعث النبي صلى الله عليه وآله يجد أنه مجتمع إنساني . والمجتمع الإنساني لا يخلو من أصحاب المصالح ، وقد يكون النفاق جلبابا مهما لهؤلاء . وحلل النفاق لا تنحصر في المخافة والاتقاء ، أو الطمع من خير معجل ، فإن من علله أيضا الطمع ولو في نفع مؤجل . ومنها أيضا العصبية والحمية ، ولا دليل على انتفاء جميع هذه العلل عن أهل مكة أو عن الذين آمنوا بالدعوة قبل الهجرة . فما بين أيدينا من كتب التاريخ والتراجم يذكر فيها أن فيهم من آمن ثم رجع ، أو ارتاب ثم صلح . ومن الممكن أن يكون هناك من يرتاب في دينه فيرتد ويكتم ارتداده ، كما في قول الله تعالى : ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون ) [3] . فلا يبعد أن يكون في هؤلاء من آمن حقيقة ثم ارتد وكتم ارتداده ، فطبع الله على قلبه بحيث لا يقبل الحق ولا يتبعه ويتبع هواه وفقا لبرنامج الشيطان . ويكون بخاتم الطبع قد
[1] الميزان : 90 \ 20 . [2] الميزان : 91 \ 20 ، ابن كثير : 444 \ 4 . [3] سورة المنافقون : الآية 3 .
61
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 61