نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 529
وآله وسلم . لا يطلع أحد من الناس على ما يدور بينهما ، وكان كثير السؤال للنبي صلى الله عليه وآله عن معاني القرآن وعن معاني كلامه صلى الله عليه وسلم . وإذا لم يسأل ابتدأه النبي صلى الله عليه وسلم بالتعليم والتثقيف . ولم يكن أحد من الصحابة كذلك . بل كانوا أقساما : فمنهم من يهابه أن يسأل ، وهم الذين يحبون أن يجئ الأعرابي أو الطارق فيسأله وهم يسمعون . ومنهم من كان بعيد الفهم قليل الهمة في النظر والبحث . ومنهم من كان مشغولا عن طلب العلم وفهم المعاني . إما بعبادة أو دنيا . ومنهم المقلد الذي يرى أن فرضه هو السكوت وترك السؤال . ومنهم المبغض الشانئ الذي ليس للدين عنده من الموقع ما يضيع وقته وزمانه بالسؤال عن دقائقه وغوامضه . أما علي رضي الله عنه يضاف إلى الأمر الخاص به ذكاؤه وفطنته . وطهارة طينته . وإشراق نفسه وضوؤها . . . فلذلك كان علي كما قال الحسن البصري رباني هذه الأمة وذا فضلها " [1] ، وقيل للحسن البصري : ما تقول في علي بن أبي طالب ؟ فاحمرت وجنتا الحسن وقال : رحم الله عليا . إن عليا كان سهما صائبا في أعدائه . وكان في محلة العلم أشرقها وأقربها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله . وكان رهباني هذه الأمة . لم يكن لمال الله بالسروقة . ولا في أمر الله بالنومة . أعطى القرآن عزائمه وعمله وعلمه . فكان منه في رياض مونقة وأعلام بينة ) [2] . وعندما بدأ أمير المؤمنين يكشف عن نفسه في عالم الرواية بعد اندثار عالم اللارواية روي عنه أنه قال : " اللهم لا أعرف أن عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك - قالها ثلاث مرات - لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعا " [3] ، وقال : " أنا أول من صلى مع رسول الله " [4] ، وقال : " كنت إذا سألت الله
[1] ابن أبي الحديد 598 / 3 . [2] البداية والنهاية 5 / 8 . [3] رواه أحمد وقال في الفتح : وقال الهيثمي : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني وإسناده حسن ( الفتح الرباني 36 / 23 ) ، ( كنز العمال 126 / 13 ) ، ( تحفة الأحوازي 234 / 10 ) . [4] رواه أحمد وقال الهيثمي رجاله ثقات ( الزوائد 103 / 9 ) ورواه الطبراني وابن أبي شيبة
529
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 529