نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 480
لأولئك ثقتك من أهل الخشية والتواضع . فليرفع إليك أمورهم . ثم اعمل فيهم بالإعذار إلى الله [1] سبحانه يوم تلقاه . فإن هؤلاء من بين الرعية أحوج إلى الإنصاف من غيرهم . وكل فأعذر إلى الله في تأدية حقه إليه ، وتعهد أهل اليتم ، وذوي الرقة في السن . ممن لا حيلة له . ولا ينصب للمسألة نفسه . وذلك على الولاة ثقيل . والحق كله ثقيل . وقد تخففه الله على أقوام طلبوا العاقبة فصبروا أنفسهم . ووثقوا بصدق موعود الله لهم . واجعل لذوي الحاجات منك قسما تفرغ لهم فيه شخصك . وتجلس لهم مجلسا عاما . فتتواضع فيه لله الذي خلقك . وتقعد عنهم جندك وأعوانك من أحراسك وشرطك حتى يكلمك متكلمهم غير متتعتع [2] . فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في غير موطن : لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتع " ثم احتمل الخرق [3] منهم والعي [4] . . ونح عنهم الضيق والأنف . يبسط الله عليك بذلك أكناف رحمته . ويوجب لك ثواب طاعته . وأعط ما أعطيت هنيئا . وامنع في إجمال واعتذار ثم أمور من أمورك لا بد لك من مباشرته . منها إجابة عمالك بما يعيا عنه كتابك . ومنها إصدار حاجات الناس عند ورودها عليك بما تحرج به صدور أعوانك . وامض لكل يوم عمله . فإن لكل يوم ما فيه . واجعل لنفسك فيها بينك وبين الله تعالى أفضل تلك المواقيت . واجزل تلك الأقسام . وإن كانت كلها لله . إذا صلحت فيها النية . وسلمت فيها الرعية . وليكن في خاصة ما تخلص لله به إقامة فرائضه التي هي له خاصة . فأعط الله من بدنك في ليلك ونهارك . ووف ما تقربت به إلى الله سبحانه من ذلك كاملا غير مكلوم ولا منقوص . بالغا من بدنك ما بلغ . وإذا قمت في صلاتك للناس فلا تكن منفرا ولا مضيفا . فإن في الناس من به علة . وله الحاجة ، وقد سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وجهني إلى اليمن .
[1] أي في تأدية حقه والقيام بفرائضه . [2] أي غير مزعج ولا مقلق . [3] الخرق / الجهل . [4] أي / الجهل أيضا .
480
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 480