نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 477
بمراجعة الخصم [1] . وأصبرهم على كشف الأمور . وأصرمهم [2] عند إيضاح الحكم . ممن لا يزدهيه إطراء . ولا يستمليه إغراء . وأولئك قليل . ثم أكثر تعاهد قضائه . وأفسح له في البذل ما يزيح علته . وتقل معه حاجته إلى الناس . وأعطه من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره من خاصتك . ليأمن بذلك اغتياب الرجال له عندك . فانظر في ذلك نظرا بليغا . فإن هذا الدين قد كان أسيرا في أيدي أشرار [3] . يعمل فيه بالهوى وتطلب به الدنيا . ثم انظر في أمور عمالك . فاستعملهم اختبارا . ولا تولهم محاباة وأثرة . فإنهما جماع من شعب الجور والخيانة . وتوخ منهم أهل التجربة والحياء من أهل البيوتات الصالحة . والقدم في الإسلام المتقدمة . فإنهم أكرم أخلاقا . وأصح أعراضا . وأقل في المطامع إشرافا . وأبلغ في عواقب الأمور نظرا . ثم أسبغ عليهم الأرزاق . فإن ذلك قوة لهم على استصلاح أنفسهم . وغنى لهم عن تناول ما تحت أيديهم . وحجة عليهم إن خالفوا أمرك . أو ثلموا أمانتك . ثم تفقد أعمالهم . وابعث العيون من أهل الصدق والوفاء عليهم . فإن تعاهدك في السر لأمورهم حدوة لهم على استعمال الأمانة . والرفق بالرعية . وتحفظ من الأعوان . فإن أحد منهم بسط يده إلى خيانة اجتملت بها عليه عندك أخبار عيونك . اكتفيت بذلك شاهدا . فبسطت عليه العقوبة في بدنه . وأخذته بما أصاب من عمله . ثم نصبته بمقام الذلة . ووسمته بالخيانة . وقلدته عار التهمة . وتفقد أمر الخراج بما يصلح أهله . فإن في صلاحه وصلاحهم صلاحا لمن سواهم . ولا صلاح لمن سواهم إلا بهم . لأن الناس كلهم عيال على الخراج وأهله . وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج . لأن ذلك لا يدرك إلا بالعمارة . ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد . وأهلك العباد . . . ولم يستقم أمره إلا قليلا . فإن شكوا
[1] أي تضجرا . [2] أي : اقطعهم وأمضاهم . [3] هذه إشارة إلى قضاة عثمان وحكامه وإنهم لم يكونوا يقضون بالحق عنده . بل بالهوى لطلب الدنيا .
477
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 477