responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 445


كلم الناس عليا في ذلك فتدخل وأذن لأهله أن يدفنوه . فلما سمع الناس ذلك قعدوا له في الطريق بالحجارة . وعندما شاهد الناس السرير الذي يحمل عثمان رجموا السرير وهموا بطرحه . فبلغ ذلك عليا فأرسل إليهم يعزم عليهم ليكفن عنه ففعلوا . وانطلق به أهله . وأرادوا أن يصلوا عليه في موضع الجنازات فأبت الأنصار . وأرادوا أن يدفنوه بالبقيع فمنعوا أيضا من ذلك . وقالوا : لا يدفن في مقابر المسلمين . فدفنوه في حش كوكب كانت اليهود تدفن فيه موتاهم . فلما ظهر معاوية بن أبي سفيان . أدخل هذا الحش في البقيع فهو اليوم مقبرة بني أمية [1] .
وفي الختام . إن الجيل الأول هو الذي حكم بفشل تجربة الرأي التي انطلقت من دائرة المصلحة العامة . الجيل الأول هو الذي اعترض على بطانة السوء التي دخلت من باب إلغاء سهم المؤلفة وتأمير المنافقين . والجيل الأول هو الذي اعترض على توزيع الفئ الذي دخل من باب الخراجة . باختصار اعترض الجيل الأول على قوائم النظام الاقتصادية والإدارية والتربوية . التي عبر عنها الوليد بن عقبة . فكيف حدث هذا بعد مضي ربع قرن تقريبا من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ هل خرج الناس على ما وضعه النبي أم أنهم خرجوا على شئ حذر منه النبي ؟ ثم إذا كانوا قد خرجوا على ما حذر منه النبي فكيف دخل إليهم المحظور ولماذا ؟ أخشى أن يقال إن الذي حدث كان قصورا في التطبيق . لأن الذين قاموا بالتطبيق صحابة عدول ثقات ولن يأتي على مر الزمان خير منهم . فإذا كان هؤلاء لم يصيبوا التطبيق الصحيح فكيف بمن دونهم . إن الذي يمكن أن يقال في هذا الموضع وإنهم أخطأوا التأويل الصحيح . لأن التأويل الصحيح له رجال يمكن أن يقاتلوا على تأويل القرآن كما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم على تنزيله .



[1] الطبري 143 / 144 / 5 .

445

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست