نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 443
والرسول الذي وجدنا معه الكتاب غلامك ؟ قال : أجل ولكنه خرج بغير إذني . قالوا : والجمل جملك ، قال : أجل ولكنه أخذ بغير علمي ، قالوا : ما أنت إلا صادق أو كاذب . فإن كنت كاذبا فقد استحققت الخلع لما أمرت به من سفك دمائنا بغير حقها ، وإن كنت صادقا فقد استحققت أن تخلع لضعفك وغفلتك وخبث بطانتك . لأنه لا ينبغي لنا أن نترك على رقابنا من يقتطع مثل الأمر دونه . لضعفه وغفلته [1] ، وجميع هذا قد حدث ومروان بن الحكم في مأمن تام لم يوجه إليه أي اعتراض . وذلك لعلمهم أن في ظهره ذرية من خلفاء بني أمية . ومعاوية نفسه كان يتحدث بذلك [2] فمن أجل الحفاظ على فتنة ففتح بنو أمية أبوابا لفتنة أخرى . وحاصر الثوار دار الخلافة . واستمر الحصار أربعين يوما وكان عثمان يصلي بالناس ثلاثين يوما ثم منعوه [3] . وكان علي بن أبي طالب يقدم الماء إلى عثمان في هذا الوقت وكان الحسن والحسين يقومان على حراسته . أولا : لأن ما يجري لا يستقيم مع المحاكمة العادلة . وثانيا : لأن ما يجري سيتم المتاجرة به وسيتهم علي فيه فكان التواجد حجة في ذاته . وكان علي بن أبي طالب يعلم ما ستجري عليه الأحداث وفقا لإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالغيب عن ربه جل وعلا . وإذا كان عثمان قد دفع بالأحداث كي تصل إلى ما وصلت إليه وذلك لحفاظه على أسرته وأهل شورته . فإن التاريخ قد سجل أيضا أن الدماء التي جرت حول دار عثمان وداخلها . كانت بدايتها حفاظ عثمان أيضا على أهل شورته . فعلى الرغم من الحصار إلا أنه كانت تجري محاولات لتهدئة الخواطر . ولكن هذه المحاولات انتهت بسفك الدماء . روى الطبري : لما مضت أيام التشريق أطافوا بدار عثمان . وأبى إلا الإقامة على أمره وأرسل إلى حشمه وخاصته فجمعهم . فقام رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله يقال له : نيار بن عياص . وكان شيخا كبيرا . فنادى : يا