نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 44
هامتها . وقام النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم بإنذار خصوم العبادة الحق وإخبارهم أن عبادتهم اتباع للهوى ، واتباع الهوى ينافي صفة الاهتداء في نفس الإنسان ، ويمانع إشراق نور التوحيد على قلبه إشراقا ثابتا ينتفع به . ( قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم ) [1] وذكرهم بما حرم الله عليهم ووصاهم به . ومما وصاهم به ، أن لا يتبعوا السبل التي دون هذا الصراط المستقيم الذي لا يقبل التخلف والاختلاف ، فإن اتباع السبل يفرقهم عن سبيل الله . فيتخلفون فيه فيخرجون من الصراط المستقيم . والصراط المستقيم ، لا اختلاف بين أجزائه ولا بين سالكيه . ( وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلك وصاكم به لعلكم تتقون ) [2] . ووجد الساهرين على برنامج الشيطان أن برنامجهم في مهب الريح ، فكان لا بد من توجيه ضربات إلى الداعي إلى الله وإلى منهج الدعوة وإلى الذين آمنوا . فهذه المحطات الثلاث اتخذها الشيطان هدفا له منذ أن طرده الله ولعنه ، ودوائر الصد عن سبيل الله التي سنسلط عليها الضوء في بحثنا هذا هي ( دائرة النجس ) و ( دائرة الرجس ) وبالإضافة إلى هاتين الدائرتين يوجد تيار كان من نسيج الذين آمنوا . لكنه نسيج عبئ عليهم ، وهذا الصنف وضعته تحت عنوان ( تيار الذين في قلوبهم مرض ) . أولا - دائرة النجس : وفي هذه الدائرة يجلس طابور الشرك كله ، قال تعالى : ( إنما المشركون نجس ) [3] . قال في المجمع : كل مستقذر نجس . يقال : رجل نجس وامرأة
[1] سورة الأنعام : الآية 56 . [2] سورة الأنعام : الآية 153 . [3] سورة التوبة : الآية 28 .
44
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 44