نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 431
هكذا تحدث معاوية بعد إذاعة كعب ، ولذا قال الإمام علي : ما كنت أرى أن في هذا خيرا . وروي أن معاوية قال لعثمان : انطلق معي إلى الشام قبل أن يهجم عليك من لا قبل لك به ، فإن أهل الشام على الأمر لم يزالوا [1] . ومعنى هذا أن يكون اسم الخلافة بالشام فتكون من معاوية ومعاوية منها . ولكن عثمان لم يوافق على ذلك فقال معاوية : والله يا أمير المؤمنين لتغتالن أو لتغرين [2] . وانطلق معاوية إلى الشام وهو يبحث عن ذاته وسط العاصفة ، مسترجعا وصية أمه له حين ولاه عمر . 8 - من الذي قتل عثمان ؟ إن عثمان قتل في نهاية طريق . كانت بدايته ربما بلا عواصف وغالبا لا يرى الإنسان إلا بداية الطريق أو وسطه أما نهاية الطريق فلا ترى إلا بعد أن يجئ . وفي نهاية الطريق كانت هناك عواصف عاتبة . لقد فتحت الدولة أبوابها للمنافقين أصحاب السواعد القوية . ومن نفس الباب جاء عثمان بعبد الله بن أبي السرح الذي أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه . ليجعله واليا على مصر بعد أن جعله عمر أميرا على الصعيد . كما جاء عثمان بالوليد بن عقبة وجعله واليا على الكوفة بعد أن جعله عمر أميرا على بني تغلب . ثم أحضر الحكم بن أبي العاص طريد رسول الله وأعطاه من غنائم المسلمين . واتخذ مروان ابنه مستشارا له ومروان في البداية هو مفتاح قتل عثمان وفي النهاية هو الذي شق عصا المسلمين بلا شبهة . ولم يكتف عثمان بذلك قبل فتح أبواب بيت المال لنبلاء بني أمية والطبقة المميزة من قريش . وعندما قامت عليه الثورة وجد أمامه وحده كل هذه الأخطاء وطالبوه وحده بالتوبة ، وروى الطبري أن المصريين عندما قدموا عليه قالوا له : أدع بالمصحف ؟ فدعا بالمصحف فقالوا له : إفتح السورة السابعة وكانوا يسمون سورة يونس السابعة . ثم أمروه أن يقرأ . حتى أتى على