نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 396
عوف ويقتل الباقين [1] ! ! . ومن العجيب أن عمر بن الخطاب كان يخاف أن يطلق الصحابة في الأمصار ، ونهاهم عن مخالطة الناس لأنه رأى في ذلك أسى الفساد في الأرض . ثم نراه قد أطلقهم على دائرة الإمارة والخلافة ، الأمر الذي أدى بعد ذلك إلى التنافس بعد أن رسخت في نفوس البعض من أهل الشورى حب الخلافة . ومن الصعب أن تأتي بجندي وترشحه للخلافة ثم تقول له بعد ذلك زاحم في الصفوف الأخيرة للجنود . ومن العجيب أيضا أن يقول عمر لأهل الشورى : إن هذا الأمر لا يصلح للطلقاء ولا لأبناء الطلقاء [2] ، خوفا منه لئلا يطمع الطلقاء في الملك ، في الوقت الذي لم يخف حين جعلها في ستة متساوين في الشورى مرشحين للخلافة [3] . ومن الأعجب أن يشهد عمر بأنه أهل الشورى مات النبي وهو عنهم راض ، ثم يأمر بضرب أعناقهم إن تأخروا في البيعة أكثر من ثلاثة أيام ، ومعلوم أنهم بذلك لا يستحقون القتل لأنهم كلفوا أن يجتهدوا في اختيار الإمام ، وربما يطول زمن الاجتهاد وربما قصر . وعلى هذا فأي معنى للقتل ، إذا تجاوز الأيام الثلاثة ؟ ثم إنه أمر بقتل من يخالف العدد الذي فيه عبد الرحمن ، وهذا أيضا لا يستحق القتل . ثم أي إجماع وأي شورى وأي اختيار لمن يجلس والسيف على رأسه ويتهدد بالقتل ؟ ثم كيف يقتل من ورد فيهم أحاديث بأنهم من أهل الجنة ؟ وما هو رأي المسلمين لو سمع النبي صلى الله عليه وسلم عمر يقول اقتلوا أهل الشورى ؟ ونحن لا ندري ما الذي حمل عمر على الوقوع في هذا الارتباك وقد كان قادرا على أن يستخلف أصلح القوم وهو يعرفهم واحد واحد ! وروي أن أمراء الأجناد كانوا مع عمر بن الخطاب عند أدائه مناسك الحج
[1] هذا الخبر أجمعت عليه الأمة وأرسله علماء الحديث والتاريخ إرسال المسلمات . ( راجع الكامل 36 / 3 ) ، ( كنز العمال 743 / 5 ) . [2] ابن سعد ( كنز العمال 735 / 5 ) . [3] فتح الباري كتاب الأحكام ( 197 / 13 ) .
396
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 396