responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 374


من أهل الكتاب الإيمان الحق . وعندما أخبر الله تعالى رسوله بأن هذه الأنماط البشرية لن تؤمن وأنهم يسعون في الأرض فسادا ويسارعون فيه ، كانت عملية إجلائهم عملية تستقيم تماما مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها . وعملية الإجلاء نسبها الله تعالى إلى نفسه فقال : ( هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب . . . ) ، فالله سبحانه هو الذي أخرج بني النضير من ديارهم في أول إخراجهم من جزيرة العرب ، وأي إخراج لهم في العهد النبوي يقف تحت هذا العنوان . إن الدعوة لم تضاعف عليهم الجزية وإنما أخرجتهم لأن في الإخراج انتصارا للفطرة ، وتأمينا للعاصمة من مخاطر الاختراق والدسائس التي يجيدها الذين يسعون في الأرض فسادا .
والدعوة التي حصنت نفسها بالتطهير من الداخل ، عملت من أجل إيجاد المسلم الرسالي الذي إذا وضع قدميه على أرض جديدة في الجزيرة العربية أو خارجها . عمل من أجل نشر مفاهيم الدعوة ، وكلما جد جديد خرجت الطوائف الرسالية إلى العاصمة ليتحققوا الفقه والفهم في الدين فيعملوا به لأنفسهم وينشروه بين الأقوام إذا رجعوا إليهم . وعلى ذلك كان تقسيم الأراضي على الغانمين هو في الحقيقة موطئ قدم لداعية .
وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت الذاكرة عند المسلمين تحتوي على وصايا منها إخراج المشركين من جزيرة العرب ، ولكن الدولة نظرا لظروف خارجة عن إرادتها ، ونظرا للمصلحة العامة ضاعفت الجزية على نصارى بني تغلب ، كما سمحت بدخول سبي العجم إلى المدينة ، وكان أول سبي دخلها في عهد أبي بكر ثم بعث معاوية أبي عمر في عهده بعدة ألوف من سبي قيسارية .
وكان عمر نفسه ضحية من ضحايا السبي ، حيث إن الذي طعنه كان غلاما مجوسيا . ومع حركة الفتوحات هبت رياح تحمل آثارا وبصمات كان يعتقد أنها ذهبت بلا رجعة .
3 - رحلة الخراج :
3 - رحلة الخراج :
مع الفتوحات جاء حرص الدولة على تدبير المال اللازم لحماية الحدود ،

374

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست