نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 332
ومن الآثار الجانبية لمبدأ عدم الرواية . أن هناك أنماطا بشرية لعنهم رسول الله وحذر منهم وطرد بعضهم فهؤلاء ضاع من عليهم التحذير . ومع مرور الأيام نسي الناس ما روي فيهم . فتقلدوا مراكز الصدارة في فترة من الفترات . ولقد حاول هؤلاء التعتيم على الرواية في العهد النبوي ولكن الرسول أمر بالرواية ورد كيدهم في نحورهم ، فعن عبد الله بن عمرو قال : قالت لي قريش تكتب عن رسول الله صلى الله عليه وآله ! ! وإنما هو بشر يغضب كما يغضب البشر . فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت : إن قريشا تقول تكتب عن رسول الله وإنما هو بشر يغضب كما يغضب البشر . قال : فأومأ لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم شفتيه . وقال : والذي نفسي بيده ما يخرج ما بينهما إلا حق فاكتب " [1] ، وقولهم : يغضب كما يغضب البشر فيه أنهم كانوا يعنون أحاديث بعينها . وعلى هذا لا يستغرب أن يصر عثمان ومعاوية وعمرو على رواية أحاديث خضعت لفقه عدم الرواية . ومن الآثار الجانبية أن عدم الرواية أدى إلى نسيان الصحابة وتركهم رواية الحديث ، فعن ابن أبي أوفى قال : كنا إذا آتينا زيد بن أرقم فنقول حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : كبرنا ونسينا [2] ، وروي عن ابن عباس قال : كنا نحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله إذا لم يكذب عليه فلما ركب الناس الصعب والذلول تركنا الحديث عنه [3] . ومن آثاره إفساح المجال للقص في المساجد ثم دخول الأحاديث الموضوعة بعد ذلك . ومن آثاره التعتيم على أهل البيت في مرحلة . وقتلهم في مرحلة وتشويههم في مرحلة . وفيما نظن أن الفاروق لو كان يعلم أن مبدأه
[1] رواه الحاكم وقال حديث صحيح الإسناد أصل في نسخ الحديث عن رسول الله ولم يخرجاه ( المستدرك 105 / 1 ) ورواه أبو داود حديث 3646 . [2] ابن عساكر ( كنز العمال 194 / 10 ) . [3] رواه ابن حبان في كتابه المجروحين ( 38 / 1 ) .
332
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 332