نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 310
< فهرس الموضوعات > ثانيا - دائرة الرأي < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 1 - من معالم الرأي < / فهرس الموضوعات > الملك والجبرية وحولها وقف علماؤهم لإرساء قواعد الاستبداد . فقالوا بفصل الدين عن السياسة بحجة أن العمل السياسي ليس عملا دينيا لكنه فعل بشري يحتمل الخطأ والصواب ويمكن نقضه أو نقده أو العدول عنه . وتحت هذه الحجة ارتكبت أفظع الجرائم في حق المسلمين ولم يستطع أحد أن ينقض أو ينقد لأن الفعل البشري تحت قبة الجبروت لا يمكن نقده أو العدول عنه . ونتيجة لهذا برزت مشكلة أساسية ألا وهي اجتزاء المسلمين على السلطة وخروجهم عليها باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تارة . وطمعا في الحكم تارة أخرى . لقد كانت البداية حصون على الرمال . وكانت الخاتمة شقوق ودهاليز تحت سطح الأرض . وبين هذا وذاك ترى الأحداث التي أدت إلى الخسف . 1 - من معالم الرأي : إذا أردنا أن ننسب الرأي إلى أصوله فسنجد أن أهم أصوله عمر بن الخطاب . فقد كانت شخصيته من أبرز شخصيات الصحابة في هذا الباب يقول الدكتور عبد الحميدة متولي : لم يقتصر عمر فحسب على الاجتهاد أو استعمال الرأي حيث لا نص من كتاب أو سنة إنما ذهب إلى مدى أبعد من ذلك . إذ كان يعمد إلى الاجتهاد أو بعبارة أخرى . استعمال الرأي ليبحث عن وجهة العدالة أو المصلحة حتى رغم وجود نص من الكتاب أو السنة . فكان لذلك لا يفسر النص طبقا لحرفيته . وإنما يفسره طبقا لحكمته ولو أدى هذا التفسير إلى عدم تطبيق النص [1] ، فمثلا قال تعالى : ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم ) ، لقد رأى عمر أن الحكمة التي أدت إلى تقريب ذلك الحكم الشرعي قد زالت . والأمثلة في هذا الباب كثيرة [2] ، وكثير من الصحابة كما ذكر الإمام محمد عبده " كانوا إذا رأوا المصلحة في شئ يحكمون به وإن خالف
[1] أزمة الفكر السياسي الإسلامي / د عبد الحميد متولي ، تقديم الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر ص 121 . [2] سيأتي ذكر ذلك في موضعه .
310
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 310