نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 307
وشرارهم تبع لشرارهم " [1] ، ويمكن أن تفهم قوله : " يا أيها الناس لا تعلموا قريشا وتعلموا منها فإنهم أعلم منكم " [2] ، ألم تر فيما قدمنا إنهم كانوا يضربون كتاب الله بعضه ببعض ويتأولونه في غير موضعه . فمن منهم الأعلم والراسخ في العلم ؟ ويمكن أيضا أن نعلم موضع الإمامة في حديث مسلم الذي رواه جابر بن سمرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة " - وفي لفظ - لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا - وفي لفظ - لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة - وفي لفظ - لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثني عشر خليفة " ، ثم قال جابر بن سمرة بعد أن سمع ذلك من رسول الله : " ثم تكلم النبي بكلام خفي علي " - وفي لفظ - ثم قال كلمة لم أفهمها - وفي لفظ - ثم تكلم بشئ لم أفهمه قال جابر : " فقلت لأبي : ما قال ؟ فقال : كلهم من قريش " [3] . والخلاصة أن الإمامة تصيب الذين يعلمون الذين يهدون إلى الحق ، قال تعالى : ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي ) [4] ، وإن القول بالأئمة من قريش قول فضفاض أريد به إخراج آل محمد من الإمامة . ثم إن هذا القول لم يظهر في السقيفة وإنما ظهر بعدها أثناء المواجهة بين المهاجرين وبين الأنصار . ومن العجيب أن الذي روج له في بداية الأمر عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو ثم جاء من بعدهما عمرو بن العاص ومعاوية وغيرهما . ومن الأعجب أن الواحدي في كتابه المسمى بأسباب النزول ذكر في قوله تعالى : ( فقاتلوا أئمة الكفر ) ، إنها نزلت في سهيل بن عمرو وعكرمة وأبي سفيان ، وروى عن الإمام علي وحذيفة : أن أهل هذه الآية لم يقاتلوا بعد . وكما علمنا أن
[1] رواه أحمد وقال في الفتح ، قال الهيثمي رجاله ثقات ( الفتح الرباني 226 / 24 ) ورواه البخاري بلفظ آخر ( الصحيح 264 / 2 ) ، ومسلم ( الصحيح 2 / 6 ط كتاب التحرير ) . [2] رواه ابن أبي عاصم ( كتاب السنة 636 / 2 ) وقال في فتح الباري : أخرجه البيهقي والطبراني والشافعي ( فتح الباري 118 / 13 ) . [3] رواه مسلم كتاب الإمارة ( الصحيح 3 / 6 ط كتاب التحرير ) . [4] سورة يونس : الآية 35 .
307
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 307