نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 297
وإذا الحرب تلظت نارها * بركوا فيها إذا الموت برك ودخل الفضل على علي بن أبي طالب فأسمعه شعره ففرح به . وأمره أن يظهر شعره ويبعث به إلى الأنصار . فلما بلغ ذلك الأنصار بعثوا إلى حسان بن ثابت فعرضوا عليه شعر الفضل . فقال : كيف أصنع بجوابه إن لم أتحر قوافيه فضحني فرويدا حتى أقفو أثره في القوافي . فقال له خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين : اذكر عليا وآله يكفك عن كل شئ . فقال : جزى الله عنا والجزاء بكفه * أبا حسن عنا ومن كأبي حسن سبقت قريش بالذي أنت أهله * فصدرك مشروح . وقلبك ممتحن تمنت رجال من قريش أغرة * مكانك . هيهات الهزال من السمن وأنت من الإسلام في كل موطن * بمنزلة الدلو البطين من الرسن غضبت لنا إذ قام عمرو بخطية * أمات بها التقوى وأحيا بها الإحن فكنت المرجي من لؤي بن غالب * لما كان منهم . والذي كان لم يكن حفظت رسول الله فينا وعهده * إليك . ومن أولى به منك من ومن ألست أخاه في الهدى ووصيه * وأعلم منهم بالكتاب وبالسنن فحقك ما دمت بنجد وشيجة * عظيم علينا ثم بعد على اليمن [1] في هذا الشعر صرحت الأنصار بوصية النبي لعلي : ألست أخاه في الهدى ووصيه * وأعلم منهم بالكتاب وبالسنن ولقد قالوا هذا الشعر وهتفوا باسم علي . وهذا الأمر يقتضي من الباحث أن يلتمس للأنصار الأعذار وأن ينظر إلى حركتهم من البدء إلى الانتهاء بمنظور الفطرة والرسول الأكرم هو الذي أرشدنا إلى التماس الأعذار لهم . كان صلى الله عليه وسلم يقول لهم : " اللهم أنتم من أحب الناس إلي " [2] ، وقال النبي الأكرم : " أيها الناس فإن الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحد أو ينفعه فليتقبل من محسنهم ويتجاوز
[1] ابن أبي الحديد نقلا عن الزبير بن بكار 283 / 2 . [2] البخاري ( الصحيح 310 / 2 ) ك بدء الخلق ب مناقب الأنصار .
297
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 297