responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 294


ذلك الكلام وكان أشد قريش على الأنصار نفر فيهم وهم : سهل بن عمرو والحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل . وهؤلاء أشراف قريش الذين حاربوا النبي ثم دخلوا في الإسلام وكلهم موتور قد وتره الأنصار . فلما اعتزلت الأنصار . تجمع هؤلاء . فقام سهيل بن عمرو فقال : يا معشر قريش إن هؤلاء القوم قد سماهم الله الأنصار . وأثنى عليهم القرآن فلهم بذلك حظ عظيم وشأن غالب . وقد دعوا إلى أنفسهم وإلى علي بن أبي طالب . وعلي في بيته لو شاء لردهم ! فادعوه إلى صاحبكم وإلى تجديد بيعته فإن أجابوكم وإلا فاقتلوهم .
فوالله أني لأرجو الله أن ينصركم عليهم كما نصرتم بهم .
وقال الحارث : فإنه قد لهجوا بأمر إن ثبتوا عليه . فإنهم قد خرجوا مما وسموا به وليس بيننا وبينهم معاتبة إلا السيف . . . وقال عكرمة : إن الذي هم فيه من فلتات الأمور ونزغات الشيطان . وما لا يبلغه المنى ولا يحمله الأمل اعذروا إلى القوم فإن أبوا فقاتلوهم .
الملاحظ أن مقدمة القوم هنا هو سهل بن عمرو . وهو بالذات يحفظ في ذاكرته قول النبي يوم الحديبية والذي أنذرهم فيه بمعركة يدخرها الغيب لهم عقوبة على ما في قلوبهم ، ففي الحديث الصحيح عن ربعي عن علي قال : لما كان يوم الحديبية خرج ناس من المشركين فيهم سهيل بن عمرو - إلى أن قال - فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر قريش لتنتهين أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين قد امتحن الله قلبه على الإيمان . قالوا : من هو يا رسول الله ؟ وقال أبو بكر : من هو يا رسول الله . وقال عمر : من هو يا رسول الله قال : هو خاصف النعل - وكان قد أعطى عليا نعله يخصفها .
لهذا لا يستغرب خوف سهيل بن هتاف الأنصار بعلي . وقوله : " وعلي في بيته لو شاء لردهم " يبين مدى جزعه . ولا يستغرب منه أن يطالب بتحديد دعوة الأنصار لأبي بكر فإن أجابوا فهو الأمان . وإلا فقتلهم أولى . وعلى ضوء هذا كله يمكن أن نفهم لماذا لم يخرج علي بن أبي طالب بأي وسيلة مطالبا بالأمر .
فالسكوت كان لقلة الأتباع وظهور سهيل بن عمرو وطابوره . وهم الذين أخرجوا

294

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست