نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 278
أن رسول الله سيبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها فإنه للذي حملني على أن قلت ما قلت " [1] ، إن من أعجب الأشياء أن يقول الفاروق رضي الله عنه ذلك . كيف ، وهو القائل يوم الخميس : حسبنا كتاب الله ! والله تعالى يقول لرسوله : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) [2] ، والرسول نفسه أعلن على الملأ أنه أوشك أن يدعى فيجيب والناس علموا وتناقلوا فيما بينهم أن آخر حج للنبي كان حجة الوداع ، روى البخاري عن ابن عمر قال : هذا يوم الحج الأكبر فطفق النبي صلى الله عليه وآله يقول اللهم أشهد وودع الناس فقالوا : هذه حجة الوداع [3] . إن ما نسب إلى الفاروق في تأويل هذه الآيات لا تستريح النفس إليه ، فعمر كان أجل قدرا من أن يعتقد ما ظهر عنه في هذه الواقعة . لكنه لما علم بالوفاة خاف من وقوع فتنة في الإمامة وخاف حدوث ردة . فاقتضت المصلحة تسكين الناس بأن أظهر ما أظهره من كون أن النبي لم يمت . حتى يأتي أبو بكر وكبار الصحابة ويقرروا ماذا سيفعلون لمصلحة الأمة . . . وجاء أبو بكر وكان بالسنح وكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندما علم بالحقيقة قال لعمر الذي كان يحلف بالله أن النبي لم يمت : أيها الحالف على رسلك [4] ، ثم أعلن البيان الثاني وقال : ألا من كان يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، وقال : ( وإنك ميت وإنهم ميتون ) ، وقال : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، فإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) [5] ، وروى ابن سعد بن عمر عندما سمع الآية قال لأبي بكر : " هذا في كتاب الله ؟ ! قال : نعم ، فقال : أيها الناس هذا أبو