نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 268
وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بخروج الجيش . فلما أصبح يوم التاسع والعشرين من صفر ووجدهم متثاقلين خرج إليهم فحضهم على السير وعقد اللواء لأسامة بيده تحريكا لحميتهم ، ثم قال : أغز باسم الله وفي سبيل الله وقاتل من كفر بالله [1] ، فخرج أسامة بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة وعسكر بالجرف ثم تثاقلوا هناك وطعن قوم منهم في تأمير أسامة فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان ذلك يوم السبت قبل وفاته بيومين . وبعد أن قالوا : " هجر " بيومين . فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس . ما مقالة بلغني عن بعضكم في تأميري أسامة ولئن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبل [2] ، وحضهم على المبادرة إلى السير ، وروى الشهرستاني أن النبي قال : " جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عنه . . . [3] فلحق الذين تثاقلوا من قبل بالجيش . ثم نقل إليهم أن النبي قد ثقل عليه المرض فبدءوا في التثاقل وعندما نقل إليهم خبر الوفاة رجعوا إلى المدينة التي كانت ترجف بأهلها . إن حروب النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن لدنيا وإنما لدين . وكان للدين فيها أقوى تعلق لما يعود على الإسلام وأهله بعلو كلمة . وحروب النبي صلى الله عليه وسلم كانت بأمر من الله عز وجل . وكان الملائكة يشاركون في معظمها لتثبيت الذين آمنوا ونصرة الفطرة . وتخاذل الناس في الحروب حدث على امتداد الرسالات السماوية في أقوام الأنبياء الذين أمروا بالقتال مع رسلهم . ولقد حدث تخاذل من البعض في المعارك التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم . حدث هذا يوم أحد ويوم حنين ويوم تبوك . أما التخاذل عن بعث أسامة فقد حمل ملامح إضافية وهي أنهم طعنوا في تأمير أسامة عليهم . وهذا
[1] السيرة الحلبية 234 / 3 . [2] رواه البخاري ب مناقب المهاجرين ( الصحيح 303 / 2 ) وأحمد ( الفتح الرباني 222 / 21 ) الطبري ( تاريخ الأمم 312 / 3 ) ، ابن سعد ( الطبقات 190 / 2 ) . [3] الملل والنحل / الشهرستاني 23 / 1 .
268
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 268