نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 266
واتقوا فتنة لا تصيب الذين ظلموا منكم خاصة واعلم أن الله شديد العقاب ) [1] ، قال المفسرون : لقد أحس سبحانه بالاستجابة لما يحيي الإنسان بإخراجه من مهبط الفناء والبوار . وأخبر أنه سبحانه المالك لكل القلوب . وهو أقرب إلى الناس من كل شئ . حتى يعلم المنافقين أنه أعلم بما في قلوبهم منهم فيرتدعوا . وأحاط الجميع علما بأنهم إليه سيحشرون يوم القيامة ، ويومئذ تظهر حقيقة ملكه لهم وسلطانه عليهم . ويومئذ له يغني عنهم منه شئ . ثم حذرهم من فتنة . تختص بجماعة منهم . لكن السئ من أثرها يعم الجميع . وقد أبهم الله تعالى أمر هذه الفتنة . ولم يعرفها بكمال اسمها ورسمها . غير أن قوله تعالى فيما بعد : ( لا تصبين الذين ظلموا منكم خاصة ) ، وقوله : ( واعلموا إن الله شديد العقاب ) ، يوضحها بعض الإيضاح . وهو إنها اختلاف البعض من الأمة مع بعض منها في أمر يعلم جميعهم وجه الحق فيه . فيجمع البعض عن قبول الحق . ويشق طريقه بالظلم وهذا الظلم هو الذي أمر سبحانه باتقائه . لأنه يرى سوء أثره إلى كافة المؤمنين وعامة الأمة . وقد تفطن بعض المفسرين بأن الآية تحذر الأمة وتهددهم بفتنة تشمل عامتهم وتفرق جمعهم وتشتت شملهم . وهذه الفتنة حدثت أيام الصحابة وليس في أيام غيرهم . هم وحدهم المسؤولون عنها . فعن الزبير بن العوام قال : لقد خوفنا الله بقوله : ( واتقوا فتنة . . . ) الآية نحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وما ظننا أنا خصصنا بها خاصة [2] وعنه أيضا قال : لقد قرأنا هذه الآية زمانا وما أرانا من أهلها فإذا نحن المعنيون بها [3] ، وقال السدي : نزلت في أهل بدر خاصة فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا [4] ، ويوم الجمل ما جاء فجأة . ولكن كانت له مقدمات . وإتقاء هذه الفتنة يكون بالبحث عن المقدمات الحقيقية اليقينية لاستنتاج معلومات تصديقية واقعية . فإذا تشابهت الأمور اعتبر آخرها أولها
[1] سورة الأنفال : الآية 25 . [2] رواه ابن جرير ( تفسير ابن كثير 299 / 2 ) . [3] ابن كثير في التفسير 299 / 2 . [4] ابن كثير في التفسير 299 / 2 .
266
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 266