نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 261
فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا : هجر رسول الله ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه " [1] . وقال في لسان العرب في معنى هجر : إذا جعلت إخبارا " هجر " فيكون المعنى أما من الفحش أو الهذيان . أما إذا كان على سبيل الاستفهام كقولهم " أهجر " يكون المعنى : هل تغير كلامه واختلط . وقال ابن الأثير : والقائل كان عمر بن الخطاب . والذي يليق بعمر أن يكون قد استفهم [2] . وبالنظر فيما ورد نجد أن المسلمين الذي حضروا سماع الأمر افترقوا في الدار . لقد وقع الاختلاف بين قولين . قول النبي وقول عمر ! وحيل المسلمون بينهما فرجح قوم هذا . إن المهم هنا أن القوم سووا بين النبي وبين عمر وجعلوا القولين مسألة خلاف ذهب كل فريق إلى نصرة واحد منهما . ولقد اعتذر العديد لعمر بن الخطاب . فقال النووي في شرح مسلم : إن قول عمر حسبنا كتاب الله من قوة فقهه ودقيق نظره لأنه خشي أن تكتب أمور ربما عجزوا عنها فاستحقوا العقوبة لكونها منصوصة ! ولكن السندي في شرح البخاري كان له قول آخر قال : إن الأمر الصادر يفيد أنه أمن من الضلال فالكتاب الذي يريد الرسول أن يكتبه سبب للأمن من الضلال ودوام الهداية . فكيف يخطر على باب إنسان أنه سيترتب عليه عقوبة أو فتنة أو عجز . أما قوله : " حسبنا كتاب الله " لأنه تعالى قال : ( ما فرطنا في الكتاب من شئ ) ، ويقول : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ، فكل من الآيتين لا يفيد الأمن من الضلال ودوام الهداية للناس ، ولو كان كذلك لما وقع الضلال ولكن الضلال والتفريق في الأمة قد وقع بحيث لا يرجى رفعه كما أن النبي لم يقل لهم : إن مراده أن يكتب لهم الأحكام حتى يقال على ذلك : إنه يكفي فهمها من كتاب الله . ولو فرض أن مراد
[1] رواه البخاري له الوصايا ( الصحيح 178 / 2 ) ومسلم ( الصحيح 76 / 5 ) ، وأحمد ( الفتح الرباني 224 / 21 ) . [2] لسان العرب ص 4619 وقال أبو حامد الغزالي في كتابه سر العالمين أن القائل كان عمر ، وقال هذا أيضا سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 62 .
261
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 261