responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 222


وفي عالم الزخرف والزينة والإغواء يرقصون طربا لما عندهم من مال وبنين .
وهم في الحقيقة لا يشعرون ماذا ينتظرهم في نهاية الطريق . إنهم قد يرون بداية الطريق أو وسطه . أما نهاية الطريق فلا ترى إلا بعد أن تجيئ . وإذا كان القرآن قد سلط الأضواء على الذين أمرهم شورى بينهم والذين قطعوا أمرهم بينهم ، فإن الله تعالى أمر دائرة الإيمان وفيها الذين أمرهم شورى بينهم . أمرهم أمرا واحدا لا اختيار فيه حتى يوازنوا بينه وبين أمرهم فقال جل وعلا : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) [1] . فكيف يكون هناك اختيار والله ورسوله قد اختار . وفي هذا الاختيار قمة الحرية الحقيقية التي توفر للإنسان إنسانيته الحقة . حتى نعود إلى من حيث بدأنا ونقول :
إن علم النبي صلى الله عليه وسلم بما سيحدث في النهاية يقتضي أن يقيم عليه الحجة في البداية . وإقامة الحجة سنة إلهية يترتب عليها الثواب والعقاب . ألم ترى أن الله أقام الحجة على خلقه وهم في عالم الذر . أقامها عند أول أعتاب خلق البشرية . لعلمه أن المسيرة ستنتج المؤمن والكافر والمحسن والمسئ ، قال تعالى : ( وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) [2] ، فإذا كان سبحانه قد أقامها في البداية في عالم الغيب . فإنه تعالى قد أقامها على امتداد العصور . وإن كانت الحجة قد سدت الأبواب في وجوه البعض . فإنها فتحتها أمام آخرين . والنبي ما سد شيئا ولا فتحه . ولكنه أمر بشئ فاتبعه وهو في هذا عبدا مأمورا . ما أمر به فعله . إن يتبع إلا ما يوحى إليه . والنبي ما أدخل أحدا وما أخرج أحدا . ولكن الله هو الذي أدخل هذا وأخرج هؤلاء . وذلك لأن المستقبل به أصحاب شجرة خبيثة . والشجرة الخبيثة لا بد أن يقابلها شجرة طيبة ، والمستقبل فيه دائرة رجس لا بد أن يقابلها دائرة



[1] سورة الأحزاب : الآية 36 .
[2] سورة الأعراف : الآية 172 .

222

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست