نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 199
إن مما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الأمة ستغدر بك بعدي " [1] . والنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم ، سأل ربه أن لا يفرق أمته ، وأن لا يجعل بأسهم فيما بينهم . ولكن الله الذي يعلم ما تحتويه طينة كل إنسان من خلقه أبى عليه . روي عن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سألت ربي ثلاثا ، فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة . سألت ربي أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها . وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرور فأعطانيها . وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها - وفي رواية - وسألته أن لا يلبسهم شيئا فأبى علي " [2] . فالباب الذي منعه الله غمرته الحجج من كل مكان ، والآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تحذر من الاختلاف والافتراق والبغي والاستكبار والإنكار وغير ذلك وتحث على الطاعة والوحدة والأخلاق والاستقامة وغير ذلك لا يخلو منها مصدر إسلامي . ونحن هنا لا نسلط ضوء الحجة إلا على دائرة الجيل الأول في القرن الهجري الأول . لأن على حركة هذا الجيل دارت العجلة آخذة من ورائها في كل زمان الماضي والحاضر وهي تتقدم نحو المستقبل . ولأن الجيل الأول هو العجينة التي سيأكل من خبزها الجميع ما ترك النبي بابا إلا وتكلم فيه ، عن أبو زيد قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر ، فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ، ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس ، فأخبرنا بما كان وبما هو كائن ، فأعلمنا
[1] رواه البيهقي وقال ابن كثير ابن كثير سنده صحيح ( البداية 218 / 6 ) ورواه البزار بسند صحيح والحاكم وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ( المستدرك 140 / 3 ) . [2] رواه مسلم ك الفتن ( الصحيح 14 / 18 ) وأحمد ( الفتح 215 / 23 ) وأحمد وابن ماجة بسند صحيح ( كنز 121 / 11 ) والترمذي والنسائي وابن حبان والضياء عن خباب ( كنز 122 / 11 ) .
199
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 199