نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 19
أولي الألباب ) [1] . وكما أقام سبحانه الحجة على الإنسان في عجينته الداخلية أقام عليه الحجة في عالم الحياة الدنيا ، عالم المشاهدة المنظور ، فجهز بدن الإنسان بما يبصر به ، وما يستعين به على الكلام . فإذا نظر ، أو تكلم واستقام نظره وكلامه مع المخزون الفطري ، ومخزون التقوى ، تقدم في طريق الخير . قال تعالى : ( ألم نجعل له عينين * ولسانا وشفتين * وهديناه النجدين ) [2] . والمراد بالنجدين طريقا الخير والشر . أي علمناه طريق الخير وطريق الشر بإلهام منا . فهو يعرف الخير من الشر . والإنسان مخير في أي الطريقين يسلك . قال تعالى : ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا * إنا اعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا ) [3] . لقد زود تعالى الإنسان داخليا وخارجيا بالوقود الذي يؤدي إلى الفوز . وأراه السبيل المؤدي إلى الغاية المطلوبة . وعلمه بواسطة الأنبياء والرسل عليهم السلام أن سلوك هذا السبيل ينتهي بالإنسان إلى سعادته في الدنيا والآخرة . وأخيره أن الشكر لهذه الهداية الإلهية إنما يكون بوضع النعمة في محلها ، واستعمال هذه النعمة على أساس أنها من المنعم الحق . لقد أقام سبحانه الحجة على جميع خلقه ، وقد قضى الله أن الإنسان راجع إليه . وسيسأل الإنسان عن عمله ، أشكر النعمة أم كفر بها ؟ والنعم تبدأ من الفطرة ولا تنتهي لأنها لا تحصى ولا تعد . وأمام الله قاصم الجبارين سيق الإنسان عاريا من كل شئ . عاري النفس ، عاري المشاعر ، عاري التاريخ ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه
[1] سورة البقرة : الآية 197 . [2] سورة البلد : الآية 8 - 10 . [3] سورة الإنسان : الآية 3 - 4 .
19
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 19