نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 163
للمشركين عهد عند الله وعند رسوله - إلى قوله تعالى - قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم . . . ) [1] ، ومن المعلوم أن أبا عامر مؤسس المسجد الضرار كان على علاقة وطيدة بمشركي المغرب والمنافقين في كل مكان . ولقد اتفق مع الجميع على أن يتوجه إلى قيصر الروم ويحثه على غزو المدينة ، وعلى امتداد هذه المساحة تمت محاولة اغتيال الرسول وبناء المسجد الضرار ويبدو أن هناك مؤامرة اتفق عليها الحاقدون على الإسلام في مكة بعد فتحها وطائفة المشركين وتيارات النفاق - والدليل على ذلك فورة الصد عن سبيل الله التي تحدث القرآن والسنة عنها بعد فتحة مكة . تلك الفورة التي اختفت وراء جدار يرتدي ثياب الإسلام . ومن الدليل أيضا أن هذه الفورة استهدفت علي بن أبي طالب أيضا . وذلك حينما أشاعوا يوم أن تركه النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة يوم ذهابه إلى تبوك . إن النبي تركه مع النساء والصبيان وأنه قد استثقله وتخفف منه . وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر مشركي مكة بعد صلح الحديبية . أن لهم يوما من علي بن أبي طالب حيث سيقاتلهم على تأويل القرآن كما قاتلهم على تنزيله . وسنتحدث عن هذه الأخبار في حينه . فدائرة الحقد على الإسلام كانت تختزن في ذاكرتها ما تخبئه لهم الأيام . وظل اتباع هذه الدائرة يكيدون للدعوة في حياة الرسول وبعد مماته صلى الله عليه وسلم على هذا الأساس فضلا على كراهيتهم الأصيلة للدعوة . ومن الواضح أن دائرة الرجس ودائرة الدنس . اتفقتا على ثقافة يقتحمون بشذوذها المجتمع الإسلامي . ويتبين هذا من الحكم الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم مع علي بن أبي طالب إلى المشركين . حيث قال : " لا يطوفن بالبيت عريان " ، وكانت سنة العرب في الجاهلية عندما يقصدون البيت الحرام . إن من دخل مكة وطاف البيت في ثيابه . لم يحل له إمساكها . وكانوا يتصدقون بها ولا يلبسونها بعد الطواف . فكان من جاء إلى مكة يستعير ثوبا ويطوف فيه ثم يرده . ومن لم يجد من يعيره ولم يكن إلا ثوابا واحدا . طاف بالبيت عريانا .