نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 161
فهذه منزلة هارون أخو موسى عليهما السلام وعلى هذا يجب أن تقاس منزلة علي بن أبي طالب أخي رسول الله - كما جاء في الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي : " أنت أخي وأنا أخوك فإن ذكرك أحد فقل أنا عبد الله وأخو رسول الله لا يدعيها بعد إلا كذاب " [1] . فموسى عليه السلام في أول الأيام يتلقى كلمات ربه جل وعلا وخلف أخاه هارون بعده على قومه . ومحمد صلى الله عليه وسلم في البعثة الخاتمة ذهب ليضرب من أجل . كلمة ربه . وخلف أخاه عليا بعده على قومه . وبعد عودة موسى عليه السلام أبلغه هارون بالأحداث فحرق العجل ونسفه في اليم نسفا . وبعد عودة محمد صلى الله عليه وسلم حرق المسجد الضرار . وبعد موسى جرى حب العجل في الدماء ، وبعد محمد صلى الله عليه وسلم جرت الريبة في قلوب الذين اتخذوا المسجد الضرار . ولله في خلقه شؤون . ومناقب علي بن أبي طالب ومنزلته لم تقف عند تدمير المسجد الضرار . فالأحاديث الصحيحة تبين أن دائرة النور حول علي بدأت تتسع على شكل لم يسبق له مثيل بعد تبوك . ويبدو والله أعلم أن هناك أحداثا جرت بعد فشل عملية اغتيال الرسول وثقافة المسجد الضرار ، فمجموعة التخريب التي تتكون من اثني عشر رجلا والتي حملت على عاتقها عملية قتل الرسول . كان من بينهم رجال من قريش . والأحداث بعد ذلك تقول أن الأمور حول مكة لم تكن تجري على الوضع الطبيعي . ومن المعروف أن فتح مكة كان في العام الثامن الهجري . وفي هذا العام دخل الإسلام مجموعة تسترت برداء الإسلام وكان لها الأثر البالغ في إيجاد الانحرافات التي حفرت في الجسد الإسلامي حفر نازفة سنتعرض لها في حينه ، وبعد فتح مكة وفي العام التاسع كانت فورة النفاق . حيث دبرت حادثة اغتيال
[1] رواه الترمذي وقال حديث حسن بلفظ " أنت أخي في الدنيا والآخرة " ( الجامع 636 / 5 ) ورواه أحمد عن عمر بن عبد الله عن أبيه عن جده ( 222 / 10 تحفة الأحوازي ) ورواه أبو يعلى عن علي ( كنز العمال 140 / 13 ) ورواه الحاكم عن ابن عمر ( 598 / 11 كنز ) .
161
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 161