responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 104


صلى الله عليه وسلم : " إني تارك فيكم خليفتين . كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لا يتفرقان حتى يردوا علي الحوض [1] .
وهكذا حبل من السماء إلى الأرض . سبيل واحد . له مقدمة ونتيجة . وفي رواية عن حبيب بن أبي ثابت وزيد بن أرقم معا قالا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي . أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض . وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما [2] .
لقد أعلن الرسول هذا على الملأ في حجة الوداع وفي غدير خم وفي أكثر من موطن . إنه تارك في أمته من بعده . ثقلين أو خليفتين . من يتمسك بهما لن يضل ومن سار معهما وصل إلى الحوض سالما ولن يكون مع الذين سيقال فيهم إنهم ارتدوا على أعقابهم فيقول الرسول : سحقا سحقا . كما ورد في صحيح البخاري ومسلم . وفي تفسير الحديث قال صاحب تحفة الأحوازي : ( كتاب الله حبل ممدود ) أي هو حبل ممدود من السماء إلى الأرض . يوصل العبد إلى ربه ويتوسل به إلى قربه . ( وعترتي أهل بيتي ) بيان لعترته . فقوله : إني تارك فيكم .
إشارة إلى أنهما بمنزلة التوأمين الخليفتين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأنه يوصي الأمة بحسن المخالفة معهما . وإيثار حقهما على أنفسهم ، كما يوصي الأب المشفق الناس في حق أولاده . ( ولن يفترقا ) أي الكتاب والعترة في مواقف القيامة ( حتى يردا على الحوض ) يعني فيشكرانكم صنيعكم عندي ( فانظروا كيف تخلفونني ) أي كيف تكونون بعدي خلفاء . أي ، عاملين متمسكين بهما . ولعل السر في هذه التوصية . واقتران العترة بالقرآن . إن إيجاب محبتهم لائح في معنى قوله تعالى :
( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) فإنه تعالى جعل شكر أنعامه



[1] رواه الإمام أحمد وقال الهيثمي إسناده جيد ( مجمع الزوائد 193 \ 9 ) ( الفتح الرباني 105 \ 22 ) ورواه الطبراني وسعيد بن منصور ( كنز العمال 186 \ 10 ) .
[2] رواه الترمذي وقال حديث حسن ( الجامع الصحيح 663 \ 5 ) وقال في تحفة الأحواذي ، رواه مسلم من وجه آخر ( التحفة 10 \ 290 ) .

104

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست