نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 51
النبي أن الإسلام كله من بعد النبي يتألف من ثقلين : أحدهما كتاب الله وهو بمثابة القانون النافذ للدولة ، وثانيهما عترة النبي أهل بيته . وأقسم للحاضرين بأن الهدى لا يمكن أن يدرك إلا بالثقلين معا " ، وأن الضلالة لا يمكن تجنبها إطلاقا " إلا بالثقلين معا " . وزيادة في الإيضاح أكد النبي أن عليا " بن أبي طالب وشيعته هم الذين عناهم الله بقوله ( أولئك هم خير البرية ) [ البينة / 6 ] وأن عليا " وشيعته سيدخلون الجنة غرا " محجلين ، وأنه لامكان في الجنة لمن لا يوالون عليا " وأهل بيت النبي ! وهكذا قاد الرسول بنفسه الدعوة للتشيع إلى علي وأهل بيت النبوة لأنه أراد أن تكون الأمة المؤمنة حزبا " واحدا " ( شيعة ) تقف من وراء علي وأهل بيت النبوة طوعا " ومن دون إكراه ، وأراد أن يمزج التدين بالتشيع ، وأن يربط القرآن بأهل البيت ، وأهل البيت بالقرآن وأن يجعل من هذه الوحدة الطريق الفرد للهدى ، والواقي المنيع من الضلالة ، ومن الطبيعي أن الرسول قد فعل ذلك كله بأمر من ربه . أثبت الإمام علي بن أبي طالب ، خلال مرحلتي الدعوة والدولة ، تميزه وأهليته بجميع المراتب التي اختصه الله تعالى بها وأعلنها نبيه للمسلمين ، فكان واضحا " للقاصي والداني ، للعدو والصديق أن عليا " هو الأقرب للنبي فهو ابن عمه الشقيق ، وقد حضنه النبي ورباه في حجره كابنه ، وهو زوج ابنته البتول ، ووالد سبطيه وابن عمه أبو طالب الذي احتضن النبي صغيرا " ورباه ثم حماه بنفوذه عندما أعلن نبوته ، وهو ابن المرأة الفاضلة التي احتضنته وعاملته كأم وأحبته أكثر من أولادها . ثم إنه الأعلم بالدين والأفهم والأتقى ، والأشجع والأفضل لقد كان فارس الإسلام ، وأوحد زمانه ، لذلك كان خليقا " بكل المراتب التي أعلنها النبي ، وكفاه فخرا " أن الله تعالى قد اختاره لذلك وأهله وأعده . ومن هنا كان التشيع للإمام علي بن أبي طالب ولأهل بيت النبوة منهجا " رسميا " للدولة النبوية باعتباره إعدادا " لمرحلة ما بعد النبوة . فكان التشيع لعلي بن أبي طالب جزءا " لا يتجزأ من الدين ، فمن والاه وأطاعه فقد والى النبي وأطاعه ، ومن رفض ولايته وعصاه فقد رفض ولاية النبي وعصاه ، ومن سبه أو آذاه فقد سب النبي وآذاه . لقد صار الإمام علما " للهدى فلا يحبه
51
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 51