responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 32


كما روى ذلك ابن حنبل وابن حيان في صحيحه والحاكم [1] . والأهم من ذلك أن رسول الله كشف الانقلابيين وسمى قادة الفتن من بعد وفاته وحتى قيام الساعة ، كما روى حذيفة برواية ابن أبي شيبة وأبي نعيم [2] . وأعلن النبي أنه في حالة نجاح المؤامرة فإن النفاق سيظهر ، وترتفع الأمانة وتقبض الرحمة ، ويتهم الأمين ، ويؤتمن غير الأمين [3] . وسيبتلى المؤمنون حتى أن المؤمن لا يستطيع أن يصلي إلا سرا " [4] .
ومع هذا فإذا صلى المؤمن وحده يصلي وهو خائف [5] وأن الإسلام سيعود غريبا " [6] .
وسيكون هنا لك كفر بعد إيمان [7] . وإذا نجحت المؤامرة فإن قيادة الأمة ستؤول إلى أشد الناس بغضا " لمحمد وآل محمد [8] وأنهم سيفتكون بآل محمد فتكا " ذريعا " .
وبالإيجاز ، فإن الرسول الله لم يترك أمرا " سيفعله المتآمرون ، إن نجحوا في مؤامرتهم ، إلا وبينة وكشفه للأمة . لقد استبق رسول الله الأفعال قبل وقوعها وحذر الأمة منها ، لقد تركهم على المحجة البيضاء ، وهذا أقصى ما يستطيع الوالد أن يفعله لأولاده والولي لمواليه والقائد لأتباعه . إنه يكشف لهم بدقة المناطق الملغومة ، ويقسم لهم بأغلظ الأيمان أنه قد حدد المنطقة الملغومة وشاهد بأم عينيه كافة الألغام ، وأنه مشفق وحريص ومحب لذلك كله حذرهم ، ولكن ليس بوسعه إجبارهم على تجنب المنطقة الملغومة أو على الابتعاد عن تلك الألغام . لأنه لا يستطيع ذلك ، فضلا " عن أنه لن يكون موجودا " معهم . ولأن الأحداث لم تقع ، كان عسيرا " على الناس أن يستوعبوا تحذيرات الرسول . وعلى أي حال ، لقد بين الرسول أن نجاح المتآمرون سيكون بمثابة طوفان حقيقي يجتاح المجتمع



[1] راجع : كنز العمال ، 1 / 238 .
[2] راجع كنز العمال ، 11 / 216 ومعالم الفتن ، 1 / 406 .
[3] رواه الحاكم والطبراني والبيهقي ، راجع كنز العمال ، 11 / 127 - 128 ، ومعالم الفتن ، 1 / 408 .
[4] راجع : صحيح مسلم ، 2 / 279 .
[5] راجع : صحيح البخاري ، 2 / 180 .
[6] رواه مسلم وابن ماجة والطبراني ، راجع : كنز العمال ، 2 / 177 ، ومعالم الفتن 1 / 470 .
[7] راجع : صحيح البخاري ، 4 / 230 .
[8] رواه الحاكم ، وأبو نعيم ، راجع : كنز العمال ، 11 / 169 .

32

نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست