responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 272


سنن القرن الأول وأعرافه وسوابقه وعلى إثبات شرعية تلك السنن والأعراف والسوابق ، واختراع المسوغات لما اعتبره بعض معارضيهم أخطاء وهنات .
القدرة العجيبة لإعلام دولة البطون برع إعلام دولة البطون أيما براعة ، وكان من أقوى الأسباب التي رسخت مفاهيم المنهاج التربوي والتعليمي للدولة وأعظمها فجعل منه عقيدة دينية بكل ما للكلمة من معنى ، وكانت له القدرة على تقديم الباطل وتصويره بصورة الحق وتقديم أعداء الله ورسوله وتصويرهم بصورة أولياء الله وملائكة الرحمة ورسل الهداية الربانية ! مثلما كانت له القدرة على التنفير من أولياء الله ورسوله وتقديمهم للناس وإبرازهم بصورة مردة الشياطين ! ونسوق مثلا " ، على مستوى الأشخاص ، علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان . فوالد علي بن أبي طالب هو عم النبي وهو الذي احتضن النبي ورباه حتى بلغ أشده ، ولما أعلن النبي أنباء النبوة والرسالة جمع أبو طالب الهاشميين ووحدهم وأعلن حمايته للنبي ، وأعلن أمام بطون قريش أنها إذا مست شعرة واحدة من محمد فسيقاتلهما ومعه الهاشميون حتى الفناء التام .
ولما مات أبو طالب قال الرسول : الآن نالت مني قريش ، وسمي عام موته بعام الحزن . أما أبو سفيان ، والد معاوية ، فقد وحد البطون ضد محمد وبني هاشم وتآمر على قتل النبي ، وصد عن سبيل الله 15 عاما " ( الآونة التي قضاها النبي في مكة قبل الهجرة ) ، ولما تمت الهجرة جيش أبو سفيان الجيوش وقاد بطون قريش في حربها العدوانية على الرسول ثم جمع العرب في غزوة الأحزاب ، وقادها بنفسه للقضاء على رسول الله ، وظل يحارب بكل قواه حتى فوجئ بجيش الإسلام يدخل مكة فاضطر اضطرارا " لإعلان إسلامه !
وبقدرة إعلام دولة البطون صار أبو سفيان صحابيا " جليلا " ومن أهل الجنة دفعة واحدة ! وصار أبو طالب مشركا " ومن أهل النار ! ومن أجل عيون النبي سيجعل الله أبا طالب في جهنم وفي ضحضاح من النار حسب رواية المغيرة بن شعبة المعروف بحقده على آل محمد ! هذه هي القناعة العامة للأكثرية الساحقة من المسلمين ، وهم شيعة الخلفاء أو أهل السنة ! وهذه القناعة جزء لا يتجزأ من

272

نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست