نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 18
الكريم تجد أن الشيعة المؤمنة كانت موجودة طوال التاريخ البشري ، فلم يخل مجتمع بشري قط من شيعة مؤمنة بغض النظر عن القلة أو الكثرة . فقد كانت الشيعة المؤمنة ، بالضرورة ، متميزة ، في كل مجتمع ، بقيادتها وبفكرها الذي يمثل الأمر الإلهي . وكانت الشيعة المؤمنة ، دائما " ، هي الفرقة الناجية من العذاب الإلهي ، والوارثة والقائمة بأمر الله تعالى ، لقد جهر كل داع بدعوته في مجتمع منقسم على نفسه ومقسم إلى مجموعة من الفرق أو الجماعات أو الأحزاب أو الشيع لتتنافس في ما بينها . وبالرغم مما بين هذه الشيع من تناقضات ، إلا أنها كانت تتخذ من رسولها موقفا " موحدا " فتجمع على تكذيبه ، باعتباره خطرا " يهدد نظام المجتمع كله . ويغري موقف الشيع الموحد هذا أغلبية أفراد المجتمع فيؤيدونه ، ويشاركون الشيع بتكذيب الرسول ، ويتنافسون في إظهار العداوة له . هذا شأن الأكثرية الساحقة من أبناء المجتمع . وتتبع الرسول أقلية قليلة من أبناء ذلك المجتمع فيؤمنون به كرسول وكولي لهم ، ويتمسكون بالتعاليم الإلهية التي بشر بها ، وهكذا يكون الرسول ومن اتبعه عمليا " شيعة مؤمنة لها قيادتها وأمرها وفكرها وتتميز من غيرها لأن شيع المجتمع جميعها الأغلبية الساحقة من أفراده قد أجمعوا على تكذيب الرسول ومحاصرته ، وأصروا على إجهاض دعوته وإفشالها . لذلك وجدوا أن أتباع هذه الأقلية للرسول يشكل تحديا " لإرادة المجتمع وخروجا " صارخا " على نظامه ونواميسه ، لذلك صب المجتمع جام غضبه على هذه الأقلية المؤمنة ، وسخر وسائل إعلامه لتشويه سمعتها والتشنيع عليها ، واختلاق الأكاذيب والتهم ضدها . وقد تتمادى قيادة المجتمع فتعذب أفراد الشيعة المؤمنة ، أو تتخذ من الإجراءات ما يجعل حياة أفرادها في منتهى العسر والضيق . وهكذا يتمكن المجتمع ، بقوته ونفوذه ووسائل إعلامه ، من عزل الشيعة المؤمنة وقيادتها وتهميش دورها ، وتجريدها من جميع الحقوق السياسية التي تتمتع بها بقية الشيع . وينجح المجتمع في خلق رأي عام نافر من كل ما يتعلق بالشيعة المؤمنة ، وتنفلق جميع قنوات الاتصال الاجتماعي والفكري معها ، وينظر إلى أبنائها بوصفهم مجموعة من الأراذل الذين لا وزن لهم ولا قيمة . هذا هو وضع الشيعة المؤمنة في جميع المجتمعات التي كذبت الرسل
18
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 18