نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 171
بها . وجميع هذه الفئات تظاهرت بالإسلام والإيمان ، وجالست الرسول ، ورأته وسمعته وهو يتكلم ، وصدرت الأحكام الإلهية بحق أفرادها ومع هذا فهم صحابة حسب نظرية البطون وهم من أهل الجنة وعدول ! فهل استثنى أولياء الخلفاء أحدا " من هذه الفئات ؟ ومن هو ؟ الله تعالى يقول ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا " ) [ البقرة / 10 ] وأولياء الخلفاء يؤكدون أنه من أهل الجنة وعادل لتوفر شروط الصحبة فيه ! إن هذا لأمر عجاب ! فعبد الله بن أبي سرح ، كبير معاوني الخليفة الثالث ، أسلم ، ثم افترى على الله الكذب ، واعتبر هو الأظلم ، لأنه ادعى أنه سينزل مثل ما أنزل الله ! ! ثم تظاهر بالإسلام يوم الفتح لينجو من قرار النبي بقتله ، وتدخل عثمان ، واضطر النبي آسفا " لعدم قتله ! فعبد الله بن أبي سرح ، وفق النص الشرعي مفتر على الله ، وهو الأظلم وهو في النار ! ومع هذا فهو من العدول ومن أهل الجنة حسب معطيات نظرية عدالة جميع الصحابة التي اخترعها معاوية وأولياؤه ! إن هذا هو العجب العجاب . 4 - الفئة الضالة : يحدثنا القرآن الكريم عن أناس أسلموا ثم زاغوا ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ) [ الصف / 5 ] ويحدثنا النبي الكريم عن أناس أسلموا ثم ارتدوا على أعقابهم ، فالإسلام مهم ، لكن الاستمرار في دربه حتى النهاية هو الأهم وهو ما يعبر عنه بحسن الخاتمة ، فقد يسلم الإنسان ويسير على درب الإسلام والإيمان مدة طويلة من الزمن ، وفجأة يزل ينحرف ويسقط في الهاوية . يجمع الرواة على أن أحد المسلمين قاتل مع النبي في إحدى حروبه ، ثم أصيب بجرح بالغ ، فاتكأ على سيفه فقتل نفسه فاستحق النار بالنص الشرعي ، وقد ضل أفراد وانحرفت أمم كانت مسلمة ! 5 - فئة مخطئة : لا ينكر أولياء الخلفاء أن الرسول الله أقام الكثير من الحدود على الكثير من رعايا دولته المسلمين ، فمنهم من زنى ، ومنهم من سرق ومنهم من أفسد في الأرض ، ومنهم من رمى المحصنات الغافلات ومنهم من قذف ، ومنهم من شرب الخمر ، وهم جميعا " صحابة حسب شروط هذه النظرية والسؤال : كيف تجتمع ( العدالة ) مع السرقة والزنا والإفساد ! ؟ وأنت ترى أنهم جميعا " قد تعمدوا الخطأ ، وانتهاك الحريات ! فكيف نوفق بين هذه النظرية وبين هذا الواقع الذي لا تنكرون ! !
171
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 171