نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 155
في جهدهم الحثيث لإيجاد نظرية تحجم أهل بيت النبوة وتضفي الشرعية على حكم خلفاء البطون . ولا شك في أن معاوية كغيره من قادة البطون قد استشعر وهن النظريات التي اخترعوها كنظرية القرابة ، ونظرية التخلية ونظرية الشورى . . الخ فلم يعد في الأرض مجنون واحد يمكنه أن يصدق بأن بني تيم وبني عدي وبني أمية أقرب إلى النبي من بني هاشم ، وأن الخلفاء الثلاثة أقرب إلى النبي من ابن عمه ووالد سبطيه وزوج ابنته علي بن أبي طالب ، مما يجعل من نظرية القرابة استهتارا " بالعقل واستغفالا " للناس . وهكذا بقيت النظريات التي اخترعوها . ومن هنا صمم قادة البطون ، بقيادة معاوية ، على إيجاد عقيدة تدعم حكمهم وتدمر إلى الأبد تميز أهل بيت النبوة ، وصمموا على فرضها ورعايتها بكل قوتهم وسلطانهم ، وإضفاء الطابع الديني عليها وجعلها عقيدة عامة لكل رعايا دولة البطون ، وهذا ما فعله معاوية ; إذ جند دولته وولاة أقاليمه ، وكل سلطان ووسائل إعلامه لنشر نظرية عدالة جميع الصحابة وفرضها على العامة والخاصة ، وقاد بنفسه حملة كبرى لوضع الأحاديث على رسول الله واختلاقها وإقناع الناس بأنها صحيحة ، وأن محمدا " قد قالها بالفعل وصولا " إلى خلط الأوراق ، وتصوير نظرية عدالة الصحابة بأنها جزء لا يتجزأ من الحديث إن لم تكن الدين نفسه ! وجعل من قتل عثمان ومن شعار المطالبة بثأره ومعاقبة قتلته المناسبة لنشر هذه العقيدة . فأصدر سلسلة من ( المراسيم الملكية ) لكافة عماله وأمرهم بتنفيذ عدة أمور منها : 1 - أن يقدموا العطايا والصلات ويمنحوا المنح والإقطاعات وأن يقربوا كل من يروي في فضائل عثمان والخلفاء ، فتسابق الناس على الرواية في فضل الخلفاء وفضائل عثمان بخاصة وتكفلت وسائل إعلام دولته بنشر هذه المرويات وتصميمها على الناس حتى استوعبها الجميع : الخاصة والعامة ، الرجال والنساء ، السادة والعبيد ، الكبار والصغار ، ووضعت هذه المرويات الخلفاء بعامة وعثمان بخاصة في موضع لا يدانيه الملائكة المقربون ، ولا الأنبياء المرسلون ! 2 - لما وصلت تلك الروايات إلى حد الإشباع والاستيعاب ، وفاقت حدود التصور والتصديق ، أمر معاوية جميع عماله في مختلف الأقاليم ، أن يوقفوا الرواية
155
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 155