نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 14
مستقرة المعنى ، فقد أرسلها القرآن الكريم إرسال المسلمات ، وهكذا فعل الرسول لأنها في مرتبة من الوضوح لا تحتاج إلى توقف خاص وإيضاح . وورد لفظ ( شيعة ) في القرآن الكريم مرة واحدة ، ولفظ ( شيعته ) ثلاث مرات ، ولفظ ( شيع ) ، جمع شيعة ، خمس مرات ، ولفظ ( أشياعكم ) مرة واحدة ، ولفظ ( بأشياعهم ) مرة واحدة . فيكون القرآن قد استعمل كلمة شيعة واشتقاقاتها المذكورة إحدى عشرة ومن خلال هذه الاستعمالات أبرز العناصر الأساسية لمعنى الكلمة لغة واصطلاحا " . وجاءت استعمالات القرآن الكريم لها بالمعنى الذي أراد تأكيدا " على استقراره ، وعلى الوحدة بين المعنيين اللغوي والاصطلاحي . قال تعالى : 1 - . . . ( ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا " ) [ مريم / 69 ] . وقد أجمع المفسرون على أن كلمة شيعة ، الواردة في هذه الآية ، تعني فئة ، أو جماعة ، أو حزبا " أو فرقة أو طائفة من الناس شاع أمرها وتميزت من غيرها . 2 - ( . . . فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من ( شيعته ) وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته . . . ) [ القصص / 15 ] كان المجتمع المصري ، في عهد فرعون ، مجتمعا " واحدا " شكليا " ، ولكنه كان ، واقعيا " ، منقسما " إلى مجموعة كبيرة من الفرق أو الجماعات أو الطوائف أو الأحزاب أو الشيع ، بدليل قوله تعالى عن فرعون ( وجعل أهلها شيعا " ) [ القصص / 4 ] فاستعمل القرآن الكريم كلمة ( شيعته ) للتعبير عن حالة بني إسرائيل في مصر ، فقد كانوا شيعة أو فرقة متميزة من الفرق أو الشيع أو الجماعات أو الأحزاب الأخرى التي تكون المجتمع المصري . فأمر الإسرائيليين واحد ، ورأيهم واحد ويتبع بعضهم بعضا " ، ويوالي بعضهم بعضا " ولهم قيادة أو وجاهة واحدة ويواجهون معا " محنة واحدة . فعبر القرآن الكريم عن هذه الجماعة الإسرائيلية بكلمة ( شيعة ) . 3 - بعد أن استعرض القرآن الكريم ملامح المواجهة بين نوح وقومه وبين نهايتها . وربطا " للماضي بالحاضر قال تعالى : ( . . . وإن من شيعته لإبراهيم )
14
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 14