responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 135


عرف هؤلاء جميعا " ( بأصحاب محمد ) ، وبهم خاض النبي غمار المواجهة المسلحة مع بطون قريش وطواغيت الكفر والشرك في الجزيرة العربية ، تلك المواجهة المسلحة التي استمرت ثماني سنين ، نشبت خلالها بين الطرفين معارك دامية أبرزها بدر وأحد والخندق قتل فيها أشجع أبناء البطون ، وطائفة من آل محمد ومن خيرة أصحابه . لقد استماتت بطون قريش للقضاء على التميز الهاشمي ، وإطفاء نور الله ، فلم تترك طريقا " من طرق الصد والمقاومة ، ولا فنا " من فنون الحرب إلا جربته . فاستعدت العرب والموالي واليهود . وتحالف معهم ، ووضعت جميع مواردها وطاقاتها ، وضحت بخيرة أبنائها لهدف محدد ، وهو القضاء على محمد ودينه ، لكنها فشلت وأفلست ، وفوجئت صبيحة أحد الأيام بجيش محمد يحيط بمكة من كل جانب ، واكتشفت أن جميع الأبواب قد أغلقت في وجهها ، فاستسلمت عسكريا " ، ثم أسلمت أو تظاهرت بالإسلام ، وسقطت عاصمة الشرك نهائيا " . وبانتصار النبي في حنين ، وباستسلام الطائف ; أصبحت الجزيرة العربية كلها إقليما " لدولة النبي المترامية الأطراف ، وأصبح سكان الجزيرة العربية رعايا الدولة . وأصبحت ( أصحاب محمد ) ( القلة ) الذين خاضوا معه غمار مواجهة أركان الدولة التي كان نبي الله على رأسها ، وانتهت المواجهة رسميا " .
الجرح الراعف والحقد الدفين صحيح أن بطون قريش قد استسلمت عسكريا " بعد صراع مع النبي دام 23 عاما " ، وصحيح أيضا " أنها أسلمت أو تظاهرت بالإسلام ، وتلفظت بالشهادتين بعيد استسلامها وهزيمتها . لكن ليس في الدنيا كلها عاقل واحد يمكن أن يصدق أن إسلام البطون ، في هذه الظروف ، أو تظاهرها بالإسلام قادر على إزالة شعورها بالاحباط والهزيمة ، أو إعادة الحياة لأبنائها الذين قتلهم محمد وآله وأصحابه أثناء المعارك الدامية التي جرت بين الطرفين . فالبطون جميعها ، وبخاصة البطنين :
الأموي والمخزومي ، قد وترت بأبنائها ، وفاضت قلوبها بالحقد على محمد وآله ومن والاهم موالاة صادقة . ساذج فقط هو الذي يصدق أن التلفظ بالشهادتين له القدرة على محو الآثار النفسية العميقة لصراع دموي ومرير استمر 23 عاما " ! والأهم

135

نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست