responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 130


وجه من وجوهه هو المرجع اليقيني الأوثق للغة . وباستقراء الآيات القرآنية التي وردت فيها مشتقات الكلمة الأصلية ( صحب أو صاحب ) تجد أنها قد غطت بالكامل المعاني اللغوية التي أشرنا إليها ، وقد تكررت هذه المشتقات في القرآن الكريم 97 مرة ، وهي حصرا " ( تصاحبني ، وصاحبهما ، وصاحبته وأصحاب ، وأصحابهم ، وصاحبه . . . ) ومن المثير للدهشة أن القرآن الكريم قد خلا من لفظي ( صحابي وصحابة ) [1] .
وقد استعمل لفظ ( أصحاب محمد ) للدلالة على الذين سبقوا باعتناق الإسلام ، أو تظاهروا بهذا الاعتناق ، وكانوا يشكلون قلة وسط محيط عربي مجاهر بالشرك ومعارض لمحمد ولدينه . وهذه القلة هي التي سبقت الناس إلى الدخول في الإسلام والتي قامت دولة النبي بسواعدها ، والتي تحملت أعباء المواجهة الأولى مع بطون قريش ومن والاها . لقد عرفت هذه القلة بأصحاب محمد أو بأصحاب الرسول أو بالأصحاب إطلاقا " ، وبقيت تحمل هذا الوصف حتى بعد انتصار النبي وبعد أن دانت له العرب رغبة أو رهبة ، ودخلوا جميعا " في دين الله أو تظاهروا بذلك . ومن هذه القلة فئة منافقة تظاهرت بالإسلام والإيمان عند قدوم النبي إلى المدينة المنورة ، وفي الحقبة الزمنية التي بدأت فيها المواجهة المسلحة بين الرسول وأصحابه القلة وبين بطون قريش ومن والاها من العرب . ومع أن قلوب أولئك المنافقين كانت كافرة بالرسول ، وبكل ما جاء به ، إلا أنها كانت حريصة على إظهار الإسلام والإيمان ، والقيام بجميع الواجبات المطلوبة ظاهريا " ، وعندما كانت تتخلف عن ذلك أو تظهر بعض بوائقها ، كانت تعتذر للرسول وتلح في الاعتذار حتى يعذرها . وكانت حريصة على التظاهر بموالاة الرسول في الوقت الذي كانت فيه قلوب أفرادها تقطر بالحقد عليه وعلى آله ، وتتربص الفرص لنقض كلمة الإسلام من أصولها أو للانحراف بمساره عند الاقتضاء .
وقد قويت شوكة النفاق حتى صار ظاهرة من أخطر الظواهر التي هددت مجتمع الرسول . واحتل الهجوم عليها ، وكشف وسائل المنافقين الخبيثة ،



[1] المصدر نفسه .

130

نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست