responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 207


الفصل الثاني محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف فيض من الزيف والمشكلات وجد المسلمون أنفسهم أمام مرويات معاوية وولاته التي تحولت بفصل نفوذ دولة البطون إلى منهاج تربوي وتعليمي يتوقف نجاح الفرد والجماعة على استيعابه والإيمان به ، أو التظاهر بذلك . ووجد المسلمون أنفسهم سوقا " مفتوحا " لنتاج العقل البشري من ثقافة وعلم وأدب وقصة وخرافة وأساطير يشق طريقه إلى أسماعهم وقلوبهم بلا قيود ولا حواجز . وكان عليهم أن يتعاملوا مع هذا الفيض من النتاج ، وأن يصبغوه بصبغتهم ، أو يلبسوه زيهم وعباءتهم ! .
ووجد المسلمون أنفسهم أمام حالة غريبة وفريدة من نوعها تتمثل في إباحة رواية كل شئ على الإطلاق وكتابته ، باستثناء رواية أحاديث نبيهم الرسول الأعظم وكتابتها ! ووجدوا أنفسهم وجها " لوجه أمام فيض من المشكلات والوقائع التي لم يعهدوا مثلها في حياة الرسول أو حياة الخلفاء الأوليين ولا وجود لنصوص شرعية قادرة على التعامل مع هذه المشكلات والوقائع ! فصارت رواية أحاديث الرسول وكتابتها ضرورة ملحة كجزء من محاولة العثور على حلول شرعية أو قانونية لمواجهتها . ولم تكن هذه المهمة يسيرة فأحاديث الرسول كعقد من الحجارة الكريمة ، قطعت خيوطه يد عابثة ونثرته في التيه والرمال . وبعد 95 عاما " اكتشف الذين جاءوا من بعدهم خطورة ما فعله الأولون ثم بدأ اللاحقون بالبحث عن هذه الحجارة الكريمة ! واغتنم أعداء الإسلام الفرصة ، فأخذوا يختلقون على الرسول الله أحاديثا " ما أنزل الله بها من سلطان لهدم الإسلام بأدواته ، فاخترع علم الرواية والدراية ، وعلم الجرح والتعديل ، . . الخ من تلك العلوم التي تهدف إلى إثبات صدور هذا الحديث أو ذاك عن رسول الله ، والتصدي لفيض الرواة الذين انكشفت الأرض عنهم فجأة . متسلحين بالآلية التي نفسها التي أوجدها الصادقون ببحثهم عن

207

نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست