نام کتاب : مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 92
وكان ابن تيمية قد قال في سيبويه : ما كان سيبويه نبي النحو ولا كان معصوما ، بل أخطأ في ( الكتاب ) في ثمانين موضعا ما تفهمها أنت - يقصد ابن حبان - . . . [7] وقد نسب إلى أصحاب ابن تيمية الحنابلة الغلو فيه - أي الإيمان الشديد المتطرف به - واقتضى له ذلك العجب بنفسه حتى زها على أبناء جنسه واستشعر أنه مجتهد ، فصار يرد على صغير العلماء وكبيرهم قديمهم وحديثهم حتى انتهى إلى عمر بن الخطاب فخطأه في شئ فبلغ ذلك الشيخ إبراهيم فأنكر عليه . . [8] وكان كثير الوقوع في الأشاعر حتى أنه سب أبو حامد الغزالي فقام عليه قوم وكادوا يقتلونه وكانت له وقائع شهير وإذا حوقق - نوقش فأفحم وقام عليه الدليل وألزم - يقول لم أر هذا ، وإنما أردت كذا فيذكر احتمالا بعيدا . . [9] ويروى أنه أفتى يوما في مسألة وأفتى فقيه أخر بخلافة ، فرد عليه ابن تيمية قائلا : من قال هذا فهو كالحمار الذي في داره . . ولم يسلم أحد ممن هو خارج دائرة ابن تيمية وتلاميذ وأتباعه من مدافعه ، حتى فقهاء الحنابلة الآخرين أوذوا منه وخشوا على المذهب من أفكاره وفتاويه . . ويروى أن كثير من العلماء والفقهاء والمحدثين والصالحين كرهوا له التفرد ببعض المسائل التي أنكرها السلف على من شذبها ، حتى أن بعض قضاة العدل الحنابلة منعه من الافتاء . [10] وعندما قال ابن تيمية بإنكار المجاز نسب إليه التجسيم حيث اعتبرت جميع صفات الله الواردة في القرآن والروايات حقيقة ، وأن الله سبحانه له يد وعين ورجل ويصعد ويهبط وما شابه ذلك . . [11] وقام الفقهاء على ابن تيمية وعقدوا له مجلس محاكمة ومنع من الكلام ، وحدثت فتنة بين أتباعه وبين الشافعية في دمشق ولحق الأذى باتباع ابن تيمية مما اضطره إلى الرجوع عن
[7] المرجع السابق . . والكتاب هو مصنف ضخم يحمل هذا الاسم في النحو واللغة . . [8] المرجع السابق [9] المرجع السابق . . [10] طبقات الحنابلة ج 2 . . [11] أنظر الفتوى الحموية والعقيدة الواسطية والرسالة المدينة في تحقيق المجاز والحقيقة في صفات الله سبحانه لابن تيمية . وانظر الدرر . .
92
نام کتاب : مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 92