responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 17


ولقد تجاوز الفقهاء حدود هذا الحكم إلى تناول الدين منه والأخذ بفتاواه . .
إلا أننا سوف نعرض هنا لعدد من الروايات التي تكشف الوجه الآخر لعبد الملك بن مروان وتكشف لنا من جانب أخر كيف سقط الفقهاء ضحية السياسة والحكام وأخضعوا الدين لهم ، وأن لسان حالهم ينطق بلسان الحكام لا بلسان الدين . .
يروى السيوطي عن ابن أبي عائشة قال : أفضى الأمر - الحكم - إلى عبد الملك بن مروان والمصحف في حجره فأطبقه وقال : هذا آخر العهد بك . . [27] ويروى أن عبد الملك أول من غدر في الإسلام ، وأول من نهى عن الكلام بحضرة الخلفاء وأول من نهى عن الأمر بالمعروف . . وأول خليفة بخل في الإسلام . . [28] ويروى أنه خطب عبد الملك بن مروان بالمدينة بعد قتل ابن الزبير عام حج سنة خمس وسبعين فقال : أما بعد . فلست بالخليفة المستضعف - يعني عثمان - ولا الخليفة المداهن - يعني معاوية - ولا الخليفة المأفون - يعني يزيد - ألا وإن من كان قبلي من الخلفاء كانوا يأكلون ويطعمون من هذه الأموال . ألا وإني لا أداوى أدواء هذه الأمة إلا بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم . تكلفوننا أعمال المهاجرين ولا تعملون مثل أعمالهم فلن تزدادوا إلا عقوبة حتى يحكم السيف بيننا وبينكم . . ألا وإنا نحمل لكم كل شئ إلا وثوبا على أمير أو نصب راية والله لا يفعل أحد فعلة إلا جعلتها في عنقه . والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه . . ( 29 ) ويروى أن عبد الملك كان إذا قعد للحكم خيم على رأسه بالسيوف . . ( 30 ) هذا الشاعر يقول في بني مروان :
يا قوم لا تغلبوا عن رأيكم فلقد * جربتم الغدر من أبناء مروانا أمسوا وقد قتلوا عمرا وما رشدوا * يدعون غدرا بعهد الله كيانا ويقتلون الرجال البزل ضاحية * لكي يولوا أمور الناس ولدانا تلاعبوا بكتاب الله فاتخذوا * هواهم في معاصي الله قربانا ( 31 )


( 26 ) أنظر البخاري كتاب الأدب المفرد . وانظر العواصم من القواصم والبداية والنهاية
[27] تاريخ الخلفاء . .
[28] المرجع السابق . .

17

نام کتاب : مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست