ورسوله ؟ ! كلا فيا ليته ترك الأمة تختار لنفسها ، ولم يجعلها شورى ، لكان خيرا " له وللأمة على فرض أنهم لم يتفقوا . ثم انظر إلى قوله : فإن اختلف ثلاثة وثلاثة ، فأرجع الأمر إلى عبد الرحمن بن عوف ، تجد الأمر ظاهرا " جليا " في عداوته إلى علي عليه السلام ولم لم يرجعهم إلى علي عليه السلام رأسا " ! ؟ ولكن الأمر مدبر بليل كما قدمنا لك في كتابتهم صكا " ، وذلك بعد رجوعهم من يوم الغدير ، إذ أنهم تصافقوا على إخراج علي منها ، وإن أردت الوقوف على الحقيقة أكثر مما ذكرنا ، فراجع الكتب المؤلفة في هذا الموضوع ( كإحقاق الحق ) ( والصوارم المهرقة في الرد على الصواعق المحرقة ) للشهيد السعيد الإمام القاضي نور التستري و ( تشييد المطاعن ) [1] وعبقات الأنوار ، وغاية المرام ، والغدير ، ومؤلفات الإمام شرف الدين ( ره ) وغيرها من الكتب المؤلفة في هذا الشأن .
[1] قال المؤلف : إن كتاب تشييد المطاعن لهو من أنفس الكتب وضعا " ، وأجلها قدرا " ، وأعظمها مكانة ، ولعمر الله إنه لجوهرة قيمة ، ودرة فريدة ، ونادرة ثمينة ، ويتيمة الدهر ، ومعجزة العصر ، ومفخرة الأيام ، لم يأت مؤلف بمثله مؤلفا " ، سبق فلم يسبق ، وتقدم فلم يلحق ، ولقد جمع فيه ما لم يوجد في غيره من المؤلفات الضخمة المشهود لها من كبار علماء الإسلام وفطاحلهم ، لا يغبن من اقتناه ، ولم يجهل من احتواه ، وكم قد اهتدى بهذا السفر العظيم أقوام جمة ، وطوائف عدة ممن لا يحصى عدهم في هذا الإملاء ، وذلك في بلاد الهند وغيرها من البلاد الإسلامية وغير الإسلامية فاستبصروا ، وأخذوا بمذهب الشيعة الأبرار ، مذهب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله الذي لا يرتاب أحد في أحقيته وصحته إلا مكابر معاند . ولقد طبع هذا الكتاب القيم منذ زمن يربو على قرن تقريبا " في مجلدين ضخمين جدا " كل مجلد تربو عدد صفحاته على ألفي صحيفة تقريبا " ، وذلك بالحجم الكبير ، ولما طبع وانتشر آنذاك تلقفته أيدي العلماء والبلغاء وأرباب الفكر والقلم ، وانهال عليه الناس من كل حدب وصوب حتى نفد ، ولم يوجد منه في هذه الأيام سوى نسختين أو ثلاث أو أربع أو خمس على الأكثر على ما حدثني حفيد المؤلف سماحة العلامة الحجة المجاهد المولى السيد محمد سعيد ( سعيد الملة ) أسعده الله وحماه ، ومن كل مكروه وقاه ، ومن حسن التوفيق رأيت نسخة منه عام زيارتي للعتبات المقدسة لأئمة أهل البيت عليه السلام في مكتبة سماحة العلامة الحجة المجاهد السيد العباس الحسيني الكاشاني حفظه الله في مدينة كربلاء المقدسة ، وقد رأيته أعظم وأعظم بكثير عما كنت أسمع عنه ، فإنه جوهرة غالية لا قيمة لها . وقد حدثني بعض الأعلام من أهالي النجف الأشرف إن نسخة منه كانت في مكتبة المرجع الأعلى زعيم الإسلام الأكبر المغفور له الإمام السيد أبي الحسن الإصفهاني ( ره ) وبعد وفاته بيع قسم وافر من مكتبته قضاء لديونه التي تكبدها في سبيل إعلاء كلمة الدين الحنيف ، وترويج المذهب ، وأخيرا " انتقلت تلك النسخة القيمة إلى مكتبات أوربا ، وقد عزم سماحة العلامة السيد الكاشاني أيده الله على إعادة طبع هذا الأثر الخالد ، وجعل المجلدين عشرين مجلدا " حسب الأسلوب الحديث مع تعليقات هامة نفيسة ، فحيا الله سيدنا الحجة الكاشاني بهذه الخدمة الجليلة ، والمشروع الحيوي الثقافي الإسلامي المقدس ، وجزي عن الإسلام والمسلمين خيرا " . أما مؤلف هذا السفر القيم ، فهو سماحة المجتهد الأكبر ، والمجاهد الأعظم ، عز الشريعة ورافع رأس الشيعة ، سيد الطائفة وزعيمها آية الله العظمى ، وحجتها الكبرى ، الإمام السيد محمد قلي الموسوي النيسابوري ، ثم الهندي والد سماحة المرجع الديني العظيم ونابغة المسلمين الإمام السيد ( حامد حسين ) صاحب الموسوعة الكبرى ( عبقات الأنوار ) كان ( ره ) من أكابر علماء الإسلام وفطاحل نوابغ المسلمين ، وله اليد الطولى في ترويج الدين والمذهب ، وله خدمات مشكورة ، ومؤلفات جليلة خدم بها مذهب أجداده الطاهرين عليه السلام ولد ( ره ) سنة 1188 ه ، وتوفي في يوم التاسع من محرم الحرام سنة 1268 في بلدة لكهنو ، وكان يوم وفاته يوما " مشهودا " وقبره اليوم هناك مزار يتبرك به ، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا " .