responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لماذا اخترت مذهب أهل البيت نویسنده : الشيخ محمد مرعي الأنطاكي    جلد : 1  صفحه : 259


قدمنا ، فإنه قد أوعز إلى عماله في جميع ممتلكاته بوضع الحديث في فضل الصحابة ، وذم العترة الطاهرة من أهل البيت عليهم السلام ، ولا سيما في حق أمير المؤمنين عليه السلام .
وصفوة القول :
قد تعين خلافة أمير المؤمنين عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بلا فصل من هذا الحديث الشريف المتواتر ، وهو : ( أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ) مضافا إلى ما تقدم من الأدلة القطعية العقلية منها والنقلية .
إذ جعل رسول الله صلى الله عليه وآله عليا " بابا " للمدينة التي يأتيها رواد العلم من كل حدب وصوب ، ولم يوكل النبي صلى الله عليه وآله هذا الأمر إلى غير علي من الصحابة ، لعدم وجود أهلية أحد منهم بذلك العبء الثقيل ، لما فيه من الأهمية العظيمة المترتب عليها فوز الأمة إن انقادت وسلمت الأمر لمن هو له أهل ، أو هلاكها إن خالفت وعصت أمر الآمر ، ألا ترى إلى قوله صلى الله عليه وآله : ( من أراد العلم الباب ) ومن أتى من غير الباب عد سارقا " ، وصار من حزب إبليس ! ؟
وقد ذكر السيد الإمام الأكبر والمجاهد الأعظم ، عز الشيعة ومعز الشريعة ، سيد الطائفة ، السيد مير حامد حسين النيسابوري ، ثم الهندي في كتابه ( عبقات الأنوار ) [1] حديث ( أنا مدينة العلم وعلي



[1] قال المؤلف : إن كتاب العبقات من أعظم الكتب وأهمها ، درة من درر الزمن ، ونادرة من نوادر الأيام ، ومفخرة من مفاخر الدهر ، لم يأت مؤلف بمثل هذا السفر القيم العظيم قبلا " ولا بعدا " ، ولعمر الله يعجز القلم عن إحصاء وصف هذه الدرة اليتيمة التي قد هدى الله تعالى بها أقواما " جمة ، وطوائف كثيرة ممن لا يمكن حصرهم في هذا الإملاء ، وذلك في بلاد الهند وغيرها من البلاد الإسلامية وغير الإسلامية ، فاعتنقوا مذهب الشيعة الأبرار ، مذهب آل بيت الرسول الأخيار عليهم السلام الذي لا غبار على صحته وأحقيته . ولما عثرت على بعض مجلدات هذا الأثر الخالد في مكتبة مولانا الحجة السيد العباس الكاشاني حفظه الله في مدينة كربلاء المقدسة أدهشتني عظمته ، ولقد رأيته أعظم وأعظم بكثير مما كنت أسمع عنه لما فيه من الحكم البالغة ، والحجج القاطعة ، والبراهين الساطعة ، والعبارات اللطيفة المنسجمة كانسجام الدرة في عقدها ، ولم تدع للخصم مجال في الاعتراض . فيا له من كتاب عظيم قيم لا عوج فيه ولا إعوجاج ، وقد بدأ بتأليفه فضيلة الإمام الأكبر ، والمرجع الأعلى في عصرة آية الله العظمى وحجته الكبرى ، المجاهد في سبيل الله السيد مير حامد حسين النيسابوري ثم الهندي ، الذي يمت بنسبه الشريف إلى الإمام الكاظم عليه السلام من أهل البيت عليهم السلام وألف عدة أجزاء منه ، ثم وافاه الأجل المحتوم وقضى نحبه الشريف ، فشرع بتكميله نجله الأكبر الإمام المجاهد ، المرجع العظيم ، آية الله الحجة السيد ( ناصر حسين ) وقد ألف عدة أجزاء أخر أيضا " حتى لبى دعوة ربه . ثم جاء دور حفيده سماحة العلامة الحجة المجاهد لسان الشيعة وترجمان الشريعة ، مولانا السيد ( محمد سعيد ، سعيد الملة ) فأخذ بإتمام هذا الأثر العظيم الخالد حتى بلغ عدد مجلداته مائة مجلدا " ، وذلك حسب التجزئة الثانية للطبعة الأخيرة . فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير جزاء المحسنين ، ومن حسن الحظ أن وفق الله تعالى هذا العبد المفتقر إلى رحمة ربه ، وشفاعة مواليه الأئمة الأطهار من أهل البيت بالاجتماع بهذا المولى المبجل ، والعلامة الأوحد في زيارتي للضرائح المقدسة لأئمة أهل البيت عليهم السلام في العراق ، وذلك بضيافة مولانا سماحة العلامة الكبير الحجة المجاهد السيد العباس الكاشاني أدام الله حياته المباركة ، في مدينة كربلاء المقدسة . ثم إني لأقدم نصيحتي الخالصة لإخواننا السنة أن يقفوا على كتب الشيعة ومؤلفاتهم ، متجردين عن العصبية المذهبية ، والنزعات الطائفية ، خصوصا " هذا الكتاب القيم ، والسفر العظيم الخالد ( عبقات الأنوار ) وأعتقد أنهم إن قبلوا النصيحة ، لم يبق لهم شك في صحة مذهب البيت عليه السلام . ولقد نصحتك إن قبلت نصيحتي * فالنصح أغلى ما يباع ويوهب فإننا مع ما كنا عليه من العصبية ، لما وقفنا على كتب الشيعة ومؤلفاتهم خصوصا " كتاب المراجعات للإمام شرف الدين ( ره ) ظهر لنا الحق جليا " واضحا " ، فتركنا مذهبنا السابق ، المذهب السني ، واعتنقنا المذهب الشيعي ، مذهب أهل البيت عليهم السلام الذي قد أسسه رسول الله صلى الله عليه وآله بنفسه الشريفة ، كما هو موجود في كتب القوم ( السنة ) . نسأل الله العلي القدير أن يهدي إخواننا أهل السنة إلى سواء السبيل ، كما هدانا من ذي قبل ، وأن يجمع كلمة المسلمين في جميع أقطار الأرض ، تحت كلمة لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، إنه ولي الإجابة ، والهادي للرشاد .

259

نام کتاب : لماذا اخترت مذهب أهل البيت نویسنده : الشيخ محمد مرعي الأنطاكي    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست