responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 8


هذه الرحلة . . يفهم بها الماضي وينظر إلى الحاضر بمنظارها ويبني المستقبل على ضوئها .
ولهذا الأمر دعا القرآن ونادى العقل بضرورة قراءة التاريخ ، لأن الدراسة الواعية للتاريخ تكشف السياق الزمني الذي يسير على ضوئه الحاضر ( الغائب ) عن الأبصار ، وعلى أساسها أيضا تتشكل المحددات الأولى لصياغة المستقبل .
من هنا كان لزاما على المنصفين أن يفهموا التاريخ بملاحظة هذه المعاني ، لأن قراءته من دون هذه المعاني تعني أن تكون هذه الدراسة مطية للأهواء المذمومة ، ومطبعة للأفكار المسمومة ، وسوقا يتشابه على المشتري فيه الصالح والفاسد .
وحينها تقع الكارثة . . حيث ينقطع الإنسان عن تاريخه ، والمنقطع عن التاريخ كمن لا أصل له . . ولا يخفى أن الأصل يمده بالتجربة ويصحح له المسيرة ويوحي إليه بصحة المعتقد .
ولا تسأل عزيزي القارئ ماذا يحصل بعدئذ لهذا الإنسان ؟ .
إن دواعي المصلحة تعمي عينيه ، فيقرأ التاريخ قراءة مغلوطة ، يخطئ الصحيح ، ويصحح الخطأ ، ويسود على طبق ذلك آلاف الأوراق ليثبت مدعاه ، لا سيما وأن المال يدعمه ، وصقل الأوراق يجمله ، وحسن الأغلفة يبرزه ، فيغتر بذلك كل من يقرأ تاريخه اعتباطا بلا تحليل وبلا مقارنة ، حتى يقع بشعور أو لا شعور في الجمع بين أحداث متناقضة تاريخيا لا يجتمع أحدها بالآخر على الاطلاق .
إن أفضل ما يمكن أن نطبق عليه ما تقدم هو تاريخ التجربة الإسلامية الأولى في مجال الدولة وبناء المجتمع وتحديدا العقيدة ، إذ ينبغي أن لا يكون للعصبية مجال في الحكم على ذلك ، وإنما القول الفصل ندعه للحقيقة التي يسطع بها التاريخ منسجمة مع السياق الإسلامي العام الذي جاء ذكره في آيات الذكر الحكيم وفي روايات النبي والأئمة المعصومين ( ع ) .
وهذا ما حاول كاتب هذه الدراسة الوصول إليه . وأحسبه وفق كثيرا إلى

8

نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست