نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 393
والجسم شئ فيكون الله ليس كذلك ! . واقتصر المعتزلة على الجدل العقلي في رد شبهات المجسمة وأنصارهم الأشاعرة في حين اعتمد الشيعة على نصوصهم الصريحة . فردا على الذين ظنوا أن الله يسكن السماوات قال الإمام علي ( ع ) ، بعد أن قال له السائل أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض ؟ قال : أين ؟ ، سؤال عن مكان ، وكان الله ولا مكان [11] . وقال عليه السلام الله ما وحده من كيفه ، ولا حقيقته أصاب من مثله ولا إياه عني من شبهه ، ولا حمده من أشار إليه وتوهمه [12] . وذكر البغدادي قال أمير المؤمنين علي ( ع ) إن الله تعالى خلق العرش إظهارا لقدرته ، لا مكانا لذاته . ولا يتردد عاقل في أن العقيدة السليمة التي تنزه الخالق وتجعل حقيقته منسجمة مع الوجدان هي عقيدة أهل البيت ( ع ) في الإلهيات . وحيث إن الأشاعرة قالوا بالتجسيم تبعا لأهل الحديث والظاهرية فإنهم أثبتوا الرؤية . وحيث إن الشيعة والمعتزلة نفوا عنه التجسيم لزم أن ينفوا الرؤية . إذ أن الرؤية عقلا تستبطن التجسيم لأن الرؤية تشترط وجود المرئي في وجهة ما حتى تتحقق رؤيته وهذا يعني أن الله حال في حيز وقد سبق ضعف هذا الاعتقاد . ثم إن عين الإنسان إذا رأت الله في مداه المجسم يعني أن رؤية المخلوق استطاعت احتواء جسم الخالق كله . وهذا مناف للاعتقاد السليم . واستند الأشاعرة وأهل الحديث على النص القرآني مكتفين بظاهره على عادتهم