نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 387
فالأشاعرة أثبتوا كل الصفات الزائدة ، ونفى المعتزلة الصفات وقالوا بالنيابة ، فيما قال الشيعة بثبوت الصفات العينية ، دون أن يلغوها ، وفي نهج البلاغة يقول الإمام علي ( ع ) أول الدين معرفته ، وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده ، وكمال توحيده الإخلاص له . وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشاهدة كل صفة إنها غير الموصوف ، وشهادة كل موصوف إنه غير الصفة : فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثناه ، ومن ثناه فقد جزأه ومن جزأه فقد جهله ، ومن جهله فقد أشار إليه ، ومن أشار إليه فقد حده ، ومن حده فقد عده ، ومن قال ( فيم ) فقد ضمنه ، ومن قال ( علام ؟ ) فقد أخلى منه . كائن لا عن حدث ، موجود لا عن عدم . متوحد إذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش لفقده ) . ونلاحظ أن الإمام علي ( ع ) تكلم بنفي الصفات ، وهو بالطبع لا يقول بما قالت به المعتزلة فيما بعد ، وإنما يعني نفي الصفات الزائدة ، التي تنافي الكمال الذات . يقول مرتضى المطهري : ( وصف نهج البلاغة ذات الله سبحانه بالأوصاف الكمالية ، وفي نفس الوقت نفى ( مقارنته ) بالصفات الزائدة على ذاته . والمعتزلة ينفون عنه كل صفة ، والأشاعرة يصفونه بكل صفة زائدة على ذاته ) [4] . والرأي الوسط ، هو الرأي الموضوعي ، لأنه لا ينفي صفات أثبتها البارئ في كتابه ، ولا يجمع بين الذات والصفات الزائدة وينسب لها القدم والوجوب ، فيطرق بذلك بابا للشرك . في العدل الإلهي : يعتبر العدل أحد أصول الدين عند الشيعة ، ويعتبر أيضا من أصول المعتزلة . وعليه فإن الإمامية ومن سار بعدها من المعتزلة ، يرون الحكمة وراء كل أفعال
[4] مرتضى المطهري ، في رحاب نهج البلاغة ، ترجمة هادي اليوسفي ، دار التعارف للمطبوعات بيروت ص 63 - الطبعة الثانية .
387
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 387